صيغة الشمري
تفشل الكثير من الجهات -سواء حكومية أو خاصة- في فهم الإعلام وتقدير أهميته، فتفشل بشكل كبير في التواصل مع وسائل الإعلام بشكل احترافي يدعم جمال صورتها الذهنية. ولا أبالغ إن قلت إنه لا توجد أي جهة تملك صورة ذهنية مبهجة أو جميلة إعلامياً أو في الرأي العام، حتى أكبر الجهات التي تصرف مبالغ مالية ضخمة على الظهور الإعلامي، بينما تجد منتجاً تجارياً يحقق نجاحاً وقفزات في الانتشار والوصول إلى مكانات مرموقة في صورته الذهنية عند الناس، تغفل المنشآت هذا الدور الحساس والدقيق والمهم وتحجم من دور الإعلام في المنشأة وتضعه تحت لواء ومظلة إدارة العلاقات العامة، ويبدأ اضمحلال هذا الدور تدريجياً حتى يجد رأس الهرم في المنشأة أن الإعلاميين لديه مجرد كلام دون فعل وشخوص بلا فائدة، كون مهام مدير العلاقات العامة لا يتعدى دوره ليصل فهم أبعاد مهام الإعلامي في المنشأة. كثير من المنشآت في القطاع الخاص انتبهت لهذه المشكلة وبدأت تعكس المعادلة الإدارية في إدارة العلاقات العامة، وبدأت تضع لها إعلامياً يقودها وليس من موظفي العلاقات العامة. كما أن هذا الخيار غير كافٍ لأنه يعتمد على مهارة الإعلامي وتخصصه، حيث إنه لا ينفع أن تستجلب صحفياً بسيطاً أو لا يحمل شهادة إعلامية ليقود العلاقات العامة، فلا بد من جلب إعلامي له تاريخ في العمل الإداري والميداني والأكاديمي، لتكون لديك إدارة علاقات عامة مثل السهم الذي لا يخطئ هدفه. المضحك المبكي أن بعض المنشآت تدفع لكُتَّاب صحفيين مبالغَ شهرية على شكل رواتب تحت مسمى مستشار إعلامي لتتقي شره، وهذه رشاوى تلبس قناع القانون، وتنُمُّ عن جهل كبير في الإدارة قبل الإعلام، وهدر للمال غير مبرر، ويستخدمه رأس هرم المنشأة عادة لغرض شخصي يلمع من خلاله نفسه لكسب علاقة شخصية مع كاتب صحيفة. على كل منشأة أن تتخلص من الفكر القديم في إدارة العلاقات العامة وتصحح أخطاءها بشكل عاجل، لأن الزمن الآن هو زمن إعلام بحت ولا مجال لأي علاقة ناجحة إلا أن تنشأ من مفهوم إعلامي صرف ومحكم، لا فائدة من الرمح إذا كان بلا رأس، إذن يبقى عصاً مجردة لا قيمة لها، وهذه هي العلاقات العامة التي لا يقودها إعلامي محنك!