«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
افتتحت أمس «أعمال مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي»، بحضور رؤساء هيئات الأركان العامة في 14 دولة مشاركة في التحالف، وذلك في فندق الريتزكارلتون بالرياض.
وبحث الاجتماع رفع مستوى التنسيق بين ممثلي الدول المشاركة، وتعزيز جهود التحالف الدولي الذي حقق تقدما ملموسا في الفترة الأخيرة في عملياته التي تستهدف شل قدرات التنظيم الإرهابي، إضافة إلى بحث سبل تعزيز مشاركة دول العالم العربي والإسلامي المشاركة في التحالف، وتحديد وفهم التحديات الحالية والمستجدات الطارئة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
ورحب معالي رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر برؤساء هيئات الأركان للدول المشاركة، ناقلاً تحيات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مقدماً شكره للحضور، للمشاركة وتبادل الأفكار بما يحقق الهدف المنشود من عقد أعمال هذا المؤتمر.
وأضاف أن المؤتمر يأتي امتداداً لمؤتمرات مهمة سابقة على مستوى رؤساء هيئات الأركان العامة التي تم عقدها بالمملكة العربية السعودية، بمشاركة فعالة لعدد كبير من الدول في العالم لمكافحة التنظيمات الإرهابية التي يعد تنظيم داعش من أخطرها وأكثرها تأثيراً على المرحلة الحالية، ومن هذه المؤتمرات المؤتمر الإقليمي لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة الذي تم عقده في سبتمبر 2014م في مدينة جدة، ويعد بمثابة النواة لهذا التحالف الدولي، إضافة إلى مؤتمر رؤساء الأركان الخامس ضد تنظيم داعش الذي عقد في الرياض في شهر فبراير 2015م، ومؤتمر رؤساء الأركان لدول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تم عقده أيضا في الرياض في شهر مارس 2016م، ويدل عقد وتنظيم هذه المؤتمرات من قبل المملكة على رغبتها الأكيدة في محاربة التنظيمات الإرهابية، وقناعتها التامة وإدراكاً لخطرها الكبير وأثرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال في مقدمة الدول التي تعرضت للإرهاب وتعمل بشكل جاد لمكافحته، سواء من حيث الفكر أو التنظيم أو التمويل أو الرسالة الإعلامية أو قدراته العسكرية، وتعتبر المملكة شريكاً فاعلاً في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا، ولم تقتصر مساهمة المملكة على المشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم فقط, بل امتدت لتشمل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي والسوري الشقيقين، كما هي عليه الآن أيضاً في اليمن, كما أننا نشيد بالنجاحات التي تم تحقيقها من قبل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي مهدت للوصول للمرحلة الثالثة المهمة والحاسمة وهي هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا, وأدت إلى خسارة التنظيم العديد من المناطق التي يسيطر عليها، وقتل العديد من القادة الرئيسيين في التنظيم. وأشار إلى أن التصدي للإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب جهداً دولياً متواصلاً خاصة في المرحلة المهمة من مراحل الحملة ضد تنظيم داعش, ومن منطلق حرص المملكة على استمرار تماسك هذا التحالف ونجاح جهوده وتحقيق الأهداف المخططة, فإن المملكة تحث جميع الدول العربية والإسلامية المشاركة بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش تعزيز مشاركتها وبذل مزيد من الجهد والمشاركة الفعالة بالحملة الدولية ضد تنظيم داعش لانعكاس ذلك المباشر على أمن واستقرار دولنا والعالم وضمان نجاح برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التطور في جميع مجالات الحياة لبلداننا وحماية مواطنينا.
وقال معالي رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن: لتحقيق فهم أكبر وأدق للبيئة الاستراتيجية وإقليمية المتصلة بالعمليات ضد تنظيم داعش، فإن هناك عوامل عدة تؤثر على تحقيق أهداف الحملة الدولية ضد تنظيم داعش وضمان استمرار تماسك التحالف والمشاركة الفعالة من الدول المشاركة وانضمام عدد أكبر من الدول للتحالف, تتضمن الممارسات اللاخلاقية وغير النظامية للمليشيات الشيعية المتطرفة، مما يتطلب عدم اشتراكها في الجهود الدولية لتحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وكذلك استمرار القصف المتواصل والعنيف من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري ضد المعارضة السورية المعتدلة في المدن والقرى السورية، مما يؤدي إلى امتداد تنظيم داعش في الأراضي السورية، إضافة إلى عمليات النزوح واللجوء الكبيرة جراء العمليات العسكرية، مما بتطلب تكثيفاً للجهود الدولية الإغاثية والإنسانية للتعامل بالشكل المناسب والملائم تجاهها.
وفي ختام كلمته، دعا معاليه أن تكون جهود هذا المؤتمر مكملة للعمل المشترك البناء في سبيل التصدي لجميع قوى التطرف بالمنطقة.
يذكر أن المؤتمر يعقد بتوجيهات من القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، ومتابعة من سمو ولي ولي العهد، وبمشاركة رؤساء هيئات الأركان العامة في: المملكة العربية السعودية, والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ومملكة البحرين، وجمهورية تركيا، وجمهورية تونس، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، وجمهورية لبنان، ومملكة ماليزيا الاتحادية، والمملكة المغربية، وجمهورية نيجيريا.
وتتنوع مستويات التمثيل في التحالف الدولي الذي يضم 68 دولة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بين الجانب العسكري، وتقديم المشورة والمساندة والتدريب والدعم اللوجيستي، وتجفيف منابع التمويل للتنظيم وملاحقتها، إضافة إلى منع تدفق الإرهابيين إلى مناطق النزاع، ورفع مستوى التنسيق بين الدول المشاركة في التحالف.