د. خيرية السقاف
ما زال منحازاً للنسمة الشذية,
للماء في جدوله ينساب
للطير في الفضاء يحلِّق
للغزالة في الفلاة تركض
للزرافة عند الشجر تنوف أعناقها!!..
ولا يزال يحلم بإيقاد الحطب
ورائحة القهوة, وشميم الزهور البرية!!..
لا يبارح مصادر الشلال في تدفُّق الحنان
ولا مساقط النور من مكامن الصدور
ولا ضمة الكف إلى الكف حين لقاء
ولا تلويحة العين بسقيا الحنين عند الوداع!!..
ما يزال ينتظره حلم في إياب الرأس للوسادة
ويضج به في طرقات العمل, ومفازات التجارب
ما زال هو البشر الذي ينسى قسوته لحظة ضعفه
ويذكر قوّته عند صرعته
وبالكاد يغفل لقمة لجوف يجوع فيه
أو يصيخ عن شربة ماء حين يصهل العطش في عروقه!!..
وما يزال تغريه حفنة نقود, وتراب
وتقصيه جملة لوم, وعتاب!!..
ما يزال يتهندم في خروجه, ويتحلل عند مأواه!!..
بَشرٌ, بَشرٌ..
طين وماء في وعاء !!..
.....!
على أي يكون, مهما أخافه الأشرار,
وأزعج رضاه الفجار!!..
بشرٌ,
بعد المعمعة, هناك تنتظره آلة حدباء
وكنف يختلي به وحده!! ..
وتبقى السواقي تئن عند المصب!! ..
***
هذا
ما باله يصفح عن قراءة هذا
يركض عن الإصغاء؟!..
***
مشغولٌ بما لا يزال فيه,
غارق في المتاه!!..
..................
لكنه بَشرٌ!! ..