علي الخزيم
هو أبْيَن وأوضح من أن أشير إليه، وألمع من أن ألمِّعه، وأكبر من أن يتحدث عنه مثلي، وأغنى من أن يحتاج لشهادة تلميذ ما زال يتلقى دروسه على يديه، غير أن الحمد لأهله والشكر لمن يستحقه من خلق الله يجب ألا يتأخر، حتى لا يفقد معناه ومحتواه، لا سيما ممن تتلمذ على يد كهذا البارع في عمله المُجِيد لمهنته العاشق للإبداع بفنونه وتفرعاته، رمز الإعلام والصحافة ابن مدينة الرس البار الأستاذ خالد بن حمد المالك، عاش في بداياته متاعب الصحافة كغيره، إلا أنه بمثابرته وصبره وجَلَده على كل مشاقها نال أعلى مراتبها، فمن رئيس للتحرير لعقود من الزمن بخبرات مهنية عالية متراكمة، إلى رئيس لهيئة الصحفيين السعوديين، أخيرًا ها هو يتبوأ قمة كرسي الصحافة الخليجية حيث اختارت الجمعية العمومية لاتحاد الصحافة الخليجية يوم الأحد 15 يناير 2017 الأستاذ خالد المالك رئيسًا للاتحاد بالإجماع بانتخابات الاجتماع الذي عقد بالعاصمة البحرينية (المنامة) برعاية وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي.
ويشغل الأستاذ المالك رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة الغراء وعمل بمجالِ الصحافة والإعلام منذ عقود اكتسب خلالها ثقة القارئ والإعلاميين وقبلهم قادة هذه البلاد والقائمون على الإعلام بصفة عامة، وانتخب نائبًا لرئيسِ مجلس إدارة هيئة الصحافيّين السّعوديين في أول تشكيل لها عام 2004، وأُعيدَ انتخابه في الدورةِ الثانية عام 2008، ووقع اختيار مجلس إدارة (الهيئة) عليه رئيسًا للمجلس.
وصدر للمالك عدد من الكتب تزيد على الـ15 كتابًا منها رؤيتي الصحفيّة، ودور الصّحافة في دعمِ قطاع السياحة والآثار - صحيفةُ الجزيرة مِثالاً، والتحرير الصحفي بالمملكة في ضوءِ منهجِ الاعتدال السّعودي، واختفاء الصّحافة الوَرقية: متى وكيف؟ وشاركَ في عديد من النّدوات الثقافية، وألقى عددًا من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، كما أنه سبق أن أجري عددًا من اللقاءات والحوارات الصحفية مع ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، وتبنى إصدار صحيفة المسائية اليومية عام 1402هـ - 1982م وأشرف على تحريرها في بداية صدورها، ولعمق فهمه وكثافة خبراته في مجال الصحافة والإعلام كُلِّف بإنشاء الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع التي تملكها المؤسسات الصحفية عام 1404هـ - 1983م، وعُيِّنَ مديرًا عامًا لها وعضوًا في مجلس إدارتها لعدة سنوات.
هي كلمات القصد منها الوفاء لمن يستحقه، والأستاذ خالد المالك بما عُرف عنه من حب للخير، وتقدير لظروف كل من عمل معه، ومحاولاته الجادة الناجحة بإظهار وتخريج أجيال صحفية إعلامية تخدم دينها وبلادها، مخلصة لقيادتها الرشيدة؛ هو في نظر الجميع يستأهل الثناء والاطراء، بل أرى أن من الواجب المبادرة لشكر وتقدير كل من كان على شاكلته وانتهج نهجه بالإخلاص بالعمل والتفاني بأمانة المهنة، وتخريج كل هذه الأجيال من الصحفيين، وكل من تسنم قيادة أي عمل فاخلص وأبدع وأثمر فلنقف له احترامًا.