الحرس الوطني قوة ضاربة، دخلت بقوة ميدانين حقيقيين في آن، هما الحدان الشمالي والجنوبي، مشاركين إخوتهم الأبطال في القوات المسلحة بوزارة الدفاع ووزارة الداخلية. وهي أيضًا كماشة تغلق الأطراف؛ لتقتلع مسامير الإرهاب الأسود من أرجاء وطننا الغالي. ومع كل هذه المهام الوطنية لجنودنا البواسل في هذا القطاع الشاهق فإن وزارة الحرس الوطني لم تغفل عن دورها في حراسة أمننا الفكري، وحمايته أيضًا، والحفاظ على هويتنا الثقافية والوطنية الأصيلة، الذي يتجلى في إقامتها المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ورعايته سنويًّا منذ ثلاث وثلاثين سنة حتى الآن، الذي كان قد أطلقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إبان ولايته العهد ورئاسته الحرس الوطني سنة 1405هـ.
واليوم يقام المهرجان برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. والمهرجان الوطني في عهده الزاهر بات شلالاً رقراقًا لرؤية المملكة 2030 بتنمية المواطن ثقافيًّا ومعرفيًّا مرتكزًا على جذور الماضي الأصيلة.
ويحظى المهرجان لأهميته الوطنية بإشراف ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الحرس الوطني، الذي لا يألو جهدًا ولا يتوانى عن البذل مطلقًا؛ لتشرق شمس الجنادرية كل عام جديدة متجددة ومفعمة بالحياة.. فالمهرجان - بحق - بوابة لتاريخنا المجيد، وعنوان لتراثنا الأغر. وقد أكد سموه في مهرجان 2009 أن المهرجان يعكس مجد الثقافة والتراث، ويسعى للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية الأصيلة، كما أنه مصدر لإلهام الأجيال الحاضرة والمستقبلية بتراثهم المجيد، وهو التظاهرة الثقافية التي تستقطب أبرز الأدباء من سائر أرجاء الوطن العربي؛ ليؤكد بشكل مستمر أن الوقاية والحماية هي أن تحمل البندقية بيد، ونور الفكر في أختها.
بهذه الأسباب يحفظ الله لنا مقدراتنا وأبناءنا »وما زال الحرس الوطني ينظم هذا المهرجان بفخر واعتزاز.. ليتمكن الشباب والأجيال المتعاقبة في المملكة من رؤية أصول تقاليدهم وحرفهم الوطنية، ويبقيهم على اتصال بماضي أجدادهم الممتد لأكثر من مئة عام خلت».
هذه الوقفة السريعة غيض من فيض، مستوحاة من كنز وصلني، هو كتاب (الجنادرية التراث السعودي) لمؤلفيه (محمد بابللي، ومحمد القويعي، وإليزانث جوينبزج). ويأخذ الكتاب قارئه في زيارة مصورة ممتعة لمهرجان الجنادرية، موثقًا بالكلمة والصورة أنشطة المهرجان وحرفه وفنونه وفعالياته المختلفة.
- محمد بن زعير