شُعُورِي حِيْنَ يَخْنِقُه احْتِبَاسِي
بِدَمْعِ الشِّعْرِ يَخْذِلُه النَّطَاسِي
وَشِعْرِي حِيْنَ تَحْبِسُه دُمُوعِي
فَإِنِّي لِلأَسَى حَاوٍ وَحَاسِي
سَأَلْتُ اللَّيْلَ عَنْ بَرَدَى بِبَرَدٍ
وَجُوعٍ وَالقَنَابِل بِالأَمَاسِي
مِن الثُّوَّارِ أَسْمَعَنِي جَوَاباً
أَتَى فِي حُرْقَةٍ مِمَّنْ يُقَاسِي
يَقُولُ لِسَائِلِي هُدَناً أَصِيْخُوا
إِلَى بَرَدَى بإِحْسَاسِ الأَنَاسِي
إِذَا لَمْ تَحْسِمُوا بِالحَرْبِ ظُلْماً
فَلْنْ يُنْهَى بِمُؤْتَمَرٍ سِيَاسِي
فَهَذَا مَنْطِقُ التَّارِيْخِ يَسْرِي
عَلَى سُوْرِيَّةٍ وِفْقَ القِيَاسِ
سَلامٌ غَابَ عَنْ بَرَدَى بِقَصْفٍ
تُهَدُّ بِه المَشَاعِرُ والرَّوَاسِي
فَعَيْنُ الفِيْجَةِ اسْتَبْكَتْ فَأَبْكَتْ
عُيُوناً لا تُجَفَّفُ بِالنُّعَاسِ
دِمَشْقُ تُبَشِّرُ الدُّنْيَا بِفَجْرٍ
بِه بَشَّارُهَا يَرْوِي المَآسِي
فَلَمْ يَتْرُكْ بِسُوْرِيَّا اخْتِيَاراً
أَبَادَ الشَّعْبَ كَي تَبْقَى الكَرَاسِي
خَسِيْسٌ خَائِسٌ هَدَفاً وَدَرْباً
خَسَاسَتُـه احْتَفَتْ فِيْه كَخَاسِي
عَلَى بَرَدَى أَغَارَ فَغَارَ نَبْعٌ
لِيَأْذَنَ لِلْمَنَابِعِ بِانْبِجَاسِ
فَيَنْبُوعُ الدِّمَاءِ جَرَى انْبِجَاساً
مَسَاراً فِي مَسِيْرَتِــه يُوَاسِي
فَغَارَاتُ النِّظَامِ عَلَى المَشَافِي
بِجَرْحَاهَا وَمَنْ بِالطِّبِّ آسِي
عَلَى مَنْ فِي المَدَارِسِ وَالمَبَانِي
مِن السُّكَّانِ مِنْ غَيْرِ الْتِبَاسِ
فَتَحْتَ رُكَامِهَا سَحَقُوا شُيُوخاً
وَأَطْفَالاً وَرَبَّاتِ النِّفَاسِ
بِكِيْمَاوِيِّه أَلْقَاه غَازاً
لِتَسْمِيْمِ المُشَيِّعِ وَالمُوَاسِي
وَدَورُ الفُرْسِ بالتَّهْجِيْرِ بادٍ
وَدَورُ الرُّوسِ مُتَّسِعٌ أَسَاسِي
وَلِلإرهَابِ خَارِطَةٌ تَجَلَّى
بِهَا فِي تَدْمُرَ الدَّوْرُ الخُمَاسِي
يُنَّفِذُ دَاعِشٌ مِنْهَا الْتِفَافاً
يُنَسِّقُه النِّظَامُ بِلَا احْتِراسِ
وَأَمْرِيْكَا أَتَاحَتْ كُلَّ هَذَا
بِتَخْطِيْطٍ يُدَبَّرُ بِانْغِمَاسِ
سَيَهْزِمُ جَمْعَهُمْ بَرَدَى صُمُوداً
يُمِيْطُ خِدَاعَ مُؤْتَمَرٍ سِيَاسِي
فَوَقْفُ النَّارِ مُرِّرَ بِاتِّفَاقٍ
بِزَيْفِ الرُّوسِ تُرْكِيَّ المَرَاسِي
ضَمَانُ التُّرْكِ لِلثُّوَّارِ يُخْفِي
خِدَاعاً بِالتَّغَاضِي وَالتَّنَاسِي
إِلَى الأَسِتَانَةِ انْسَاقُوا لِرُوسٍ
بَدَا بُوتِيْنُهُمْ صَعْبَ المِرَاسِ
يُمَارِسُ عَنْجَهِيَّتَه بِخُبْثٍ
وَأَرْدُوغَانُ مَوهُومٌ يُسَاسِي
إِذَا لَمْ يَحْسِم الثُّوَّارُ ظُلْماً
فَلْنْ يُنْهَى بِإِجْرَاءٍ حَمَاسِي
- شعر/ د. عبدالرحمن بن عبدالله الواصل