سعد الدوسري
لماذا يغضب بعض الرجال من تعبير النساء عن موقفهن تجاه تسلطهم أو تجاه ممارساتهم القمعية، تحت مظلة المجتمع الذكوري؟! ألا يتندر الرجال دوماً بعجز النساء عن الوصول لمبتغاهم، شكلاً أو مضموناً؟! لماذا لا تتندر النساء إذاً، بعدم قدرة الرجال على تحقيق متطلباتهن الشخصية والأسرية والاجتماعية؟!
الفيديو الذي بثته قناة سي إن إن الأمريكية، بعد أن حقق نسب مشاهدة مليونية، كان مدخلاً لحوار غربي حول حقوق المرأة، التي لا يطالب بها الرجال كالعادة، بل تطالب بها النساء أنفسهن، معتبرين أن هذه خطوة مميزة، تنبئ عن دخول حقوق النساء لمرحلة جديدة من مراحل المواجهة. وهذا الحوار جاء على خلفية الفيديو الذي أنتجه الشاب ماجد العيسى، لمجموعة فتيات يغنين أغنيات تراثية تجسد معاناتهن مع الرجال، مثل قصيدة «جعل الرجاجيل للماحي». وربما لم يدر في ذهن ماجد أن يتحول هذا المقطع الساخر والقصير إلى قضية يناقشها الكثير من المهتمين بقضايا المرأة، في الداخل والخارج.
متى نتحلى بالروح الحضارية لاستيعاب الرأي الآخر مهما كان قاسياً؟! لماذا نعطي أنفسنا الحق في انتقاد الآخرين بشراسة بالغة، ثم نشتاظ غضباً حينما يمسنا أحد بنقد سطحي وبسيط؟! متى ندرك أن الحوار المتكافئ، يخلق التوازن الاجتماعي ويفرز إيجابيات تنعكس على أبناء الأسرة وأفراد المجتمع؟! متى نشعر بالمسؤولية تجاه وطننا، ونخفف هذه الحدة في نظرة كل منا للآخر؟!