قلت: في مقال سابق، قلت إن الهلال حالياً مكتمل فنياً، فالفريق يدربه مدرب متمكن ومبصر ومتمرس وقارئ ممتاز للخصوم، وخطوط الفريق مكتملة هي الأخرى، وربما نستثني فقط حراسة المرمى، وقلت إن علة الفريق الحقيقية هي إدارية في المقام الأول، وإنها ستنعكس حتماً على الفريق فنياً، وإنه لن يذهب بعيداً هذا الموسم، هذا الكلام لم يرق لكثير من الهلاليين، وأثار حفيظتهم كثيراً، بحجة أن الفريق يحقق الانتصارات ويجمع النقاط في الدوري!
وهذا الأمر في مقياس نجاح أي فريق، لا يعد به في الواقع، فالفريق طيلة المواسم الخمسة الماضية، التي ابتعد فيها عن تحقيق الدوري، كان يجمع النقاط، ويفوز، بل ويسحق الجميع بنتائج كبيرة، ثم ماذا؟! (لا شيء)!!، كرة القدم الآن، أصبحت منظومة عمل، إذا اهتز أحد أركانها، تأثر العمل كله، والعمل الفردي الذي يقوم به المدرب، أو اللاعب قد يحقق نتائج مؤقتة، أما النجاح الحقيقي المستدام، وتحقيق البطولات، والمحافظة على هذا النجاح وعدم التراجع، فيحتاج إلى عمل وتخطيط مكتمل الأركان، وهذا ما ينقص الهلال حالياً، فالإدارة تعجز عن السير بالفريق نحو النجاح والاستقرار وتحقيق البطولات، والفريق خرج هذا الموسم، من بطولتين وهو مؤهل للخروج من البقية، في ظل هذا التخبط الإداري، ويكفي أن نستعرض فقط ما حدث قبل توقف الدوري بأسابيع قليلة لنكتشف حجم الخلل الإداري، الذي انعكس بدوره في الملعب، فإدواردو يرتكب (خطأ) لا يغتفر مع الحكم في أحد اللقاءات، ويطرد في بداية الشوط الأول، وبالكاد يفوز الفريق، ثم المباراة التي جمعت الفريق بالنصر في الدوري، وفرط فيها الفريق بشكل عجيب وغريب، ورفض الاستسلام التام للنصر، وبعد تسجيل الهدف الأول، ذهب جل اللاعبين للاستعراض دون أدنى مسؤولية، حتى جاء هدف التعادل، وكاد الفريق أن يخسر، رغم كل الفوارق الفنية بين الفريقين!
وبعدها مباشرة تأتي مباراة الفريقين في كأس ولي العهد، التي كانت على عكس مباراة الدوري تماماً، فالهلال هو المستسلم هذه المرة، ويخسر اللقاء بكل بساطة! ويظهر اللاعبون وهم متشنجون، أثناء اللقاء وبعده، ويطرد فيها أيضًا الفرج بعد نهاية اللقاء، وهو الطرد الذي يأتي على بعد أيام قليلة من طرد إدواردو!
وهنا يتضح عدم تهيئة الإدارة للاعبيها نفسياً، في المباريات، لا سيما الحساسة منها
والحاسمة، وعدم حزمها معهم، ما يؤدي إلى استهتارهم، وعدم استشعارهم للمسؤولية على
الدوام!
أما تصريح رئيس النادي الذي أطلقه في أعقاب، الخروج من الكأس، فجاء ليحبط
أنصار الفريق، ويزيد من تشاؤمهم في انفراج الأزمة! وأسقط فيه الرئيس الخروج كله،
على الحكم والإعلام الهلالي!! بدلاً أن يلقي باللائمة على لاعبيه الذين كانوا
يتوسدون العشب طوال التسعين دقيقة، فضلاً عن أنه تصريح ينقصه الكثير من الحنكة
الإدارية، وفيه هروب للأمام، وتخلٍّ عن المسؤولية، ولا يليق بمنبر رسمي يمثله
الرئيس، فهل هناك شيء اسمه (إعلام هلالي)! وهل دور الإعلام الدفاع عن النادي؟ أم
مكاشفته ومساعدته على تلمس العيوب وإصلاحها؟ وهل من المفترض أن يقوم هو بهذا
الدور، أم مدير المركز الإعلامي بالنادي؟؟
أخيراً البرود وعدم المبالاة وعدم استشعار المسؤولية، هي سمة لاعبي الهلال
الحاليين التي انعكست على الفريق طوال المواسم الماضية، وحرمته من تحقيق الدوري،
والظهور بمظهر لا يليق بزعيم القارة، وهي مشكلة إدارية بكل تأكيد، وإن لم تعالجها
الإدارة بكل حزم، واستمرت في الالتفاف حول الحقيقة، والدفاع عن عملها وعن طاقمها
(الضعيف) فلن يعود الهلال أبدًا.
- صالح الصنات