مها محمد الشريف
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أهمية تويتر منذ انطلاقته قبل 6 أعوام، وفي التعرف على الكثير من الأشخاص حول العالم، والتواصل مع العديد من الموهوبين في مختلف المجالات ومعرفة فئات مختلفة من الناس أكثر بكثير مما يتوقعه أو يتصوره الفرد، ولذا فقد أسلط الضوء على ما تحقق على المستوى الفردي من تواصل أو إشكالية تهدد التعايش الاجتماعي.
والتساؤل المحوري الذي سيشغلنا في هذا الشأن هو: هل يُعد تحقيق التعايش أمراً ممكناً في ظل واقع مشحون بالأحداث، إلى درجة فرض الرأي والتدخل في شؤون الغير، والكشف عن حاجات الناس الثابتة والمتغيرة. ويلاحظ في هذا المحور أن هناك عدداً من الأفكار تعارض الإطلاق في الأحكام وأخرى تصدر الأحكام على الآخرين وقناعاتهم بالخسران وعدم القبول.
فإذا حاولت المشاركة مع الغير والاستفادة منهم علماً ومعرفة، وقدراً ممكناً من كرم الأخلاق، يمنحك هذا الخيار ميزة التواصل مع العديد من الأشخاص الذين يشاركونك في الكثير من القضايا، ويجعلك أيضاً تتعرف على الكثيرين من الأشخاص خارج محيطك الاجتماعي.
يتضح بعد الذي قيل أننا نواجه أحياناً صعوبات من بعض الأخطاء غير المقصودة، التي تشكل حرجاً لنا أو لغيرنا، فقد وقع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في موقف محرج مع ابنته إيفانكا التي لعبت دوراً كبيراً في حملته الانتخابية، ومن المتوقع أن تلعب الدور ذاته في إدارة الرئيس الأميركي الجديد.
وشارك ترامب تغريدة تثني على إيفانكا، قبل أن يتبين له أن حساباً لفتاة أخرى تسمى إيفانكا جرى إدراجه في «التغريدة»، عن طريق الخطأ، بحسب موقع «سكاي نيوز.
وأعاد ترامب، المعروف بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة تغريدة على تويتر تمدح خصال إيفانكا تقول إنها «إنسانة عظيمة وراقية وذات شخصية قوية».
واكتشف أن ثمة شابة أخرى ببريطانيا تسمى إيفانكا ماجيك، جرى تحديد اسمها في التغريدة، عوض ابنته التي كانت مقصودة بالثناء. وردت الفتاة التي مدحها ترامب خطأ، بالقول لترامب «أنت شخص ذو مسؤوليات كبرى، هل لي أن أطلب منك توخي دقة أكبر على تويتر، وإيلاء وقت لتعرف أكثر عن التغير المناخي».
ينتهي بنا الحديث إلى القول إن الحذر أصبح أمراً ملحاً. ومن ثم، فإن الفعل الإنساني قيد القصد والجهد في نيل المطالب واستبعاد تبرير النوايا للغير في خطأ ما، وأن تجارب الآخرين تفيد أن الكثير من أنحاء العالم يشاهد ويقرأ أفكارك وقناعاتك من خلال تغريدة تكونت من 140 حرفاً، وهو ما جعلنا نفصل القول في دلالات الأفعال الإنسانية.