سعد الدوسري
من هو المتحدث الرسمي الذي يُفترض أن يكون الأكثر نشاطاً في قطاعاتنا الحكومية؟!
أقول يُفترض لأن السؤال افتراضي من الأساس، إذ إن المتحدثين الرسميين لمعظم قطاعاتنا لا يتحدثون ولا يظهرون حتى هواتف مكاتبهم وجوالاتهم، لا يجيبون عنها. وما دعاني لطرح السؤال، هو حجم الأخبار المقلقة التي تنتشر في وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، دون أن تقف الجهة المعنية للتعليق عليها، بالتأكيد أو النفي.
خلال الأسبوع الماضي تداولت كل المنصات الإلكترونية أخباراً عن منتج دوائي مهم، وعن منتج غذائي شهير. الأول يستخدمه مئات الألوف كعلاج للجهاز الهضمي منذ بدأ طرحه في الأسواق قبل أكثر من عشر سنوات، وصار فجأة يسبب تدميراً للكلى وتفتيتاً للعظام، والثاني يستهلكه الصغار والكبار في كل أنحاء المملكة منذ أكثر من عشرين سنة، وصار يهدد بالإصابة بالسرطان.
في هذه الحالة، من يجب أن يظهر علينا؟!
يجب أن يظهر علينا المتحدث الرسمي للهيئة العامة للدواء والغذاء، أو المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أو المتحدث الرسمي لوزارة التجارة والاستثمار، لكي يؤكدوا للمواطنين والمقيمين هذه المعلومات الواردة عن تلك المنتجات، وينصحونهم بالتوقف عن استخدامها أو استهلاكها، أو ينفونها باعتبارها شائعات كيدية من شركات منافسة: هذا هو أبسط حق من حقوق المستهلك على القطاعات المعنية. وإن لم يحدث ذلك فإن تشويشاً دائماً سيصيبه، وسوف يتواصل قلقه من خطر الأمراض والأورام السرطانية.