أتحفني الصديق الدكتور محمد المشوح بمجموعة من مؤلفات الشيخ محمد العبودي وهي معجم أسر أهل عنيزة. ومعجم الملابس ومعجم ألفاظ الشجاعة والإقدام.. وبالاطلاع على تلك الكتب وجدتها حافلة بمختلف المعارف والفنون وتوثيق تاريخ الأسر في مدينة عنيزة، والشيخ العبودي مثال حي يذكرنا المعارف بحال السلف في التأليف والعلم والكتابة وأدب الرحلات، حيث قدم عملاً رائعاً للقراء ولقد وهبه الله ملكة الكتابة والبحث في تاريخ المدن والأسر واللغة والأدب والتاريخ، حتى أصبح مرجعاً للكثير من تاريخ بلادنا ومعالمها وكانت له جهود بارزة في الجامعة الإسلامية والمعاهد العلمية ورابطة العالم الإسلامية، وينبغي أن يكون قدوة يستفيد جيل الشباب من موسوعيته وهمته وصبره في الرحلات والتأليف والكتابة، كما يمتاز بروحه الطيبة وسماحته وحسن خلقه.. ولقد رافقته في إحدى الرحلات إلى السودان فكان مثلا في حسن الخلق والحرص على الوقت ودعمه للمشروعات الإسلامية والوقوف على الاحتياجات ومناقشة ذلك بكل موضوعية ودقة وسعة أفق، ومن يتتبع الحلقات الإذاعية التي يذيعها عن رحلاته الواسعة وما فيها من طرائف ومعاناة يدرك مدى صبره وإحاطته بذلك بجد واجتهاد.
ولقد دون ما لقيه في رحلاته حتى اجتمعت في تلك المؤلفات عن رحلات علوم وآداب وفنون ومعارف وجغرافيا وتاريخ وما أحسبني قادراً على إضافة شيء إلى نشاطه ومؤلفاته وثقافته التراثية، كما نشكر الدكتور محمد المشوح على إسهامه المتميز بنشر مؤلفات الشيخ العبودي واهتمامه بذلك حيث اخرج تلك الكتب مستوفية كل عناصر ومتطلبات التأليف والإخراج، أسأل الله للعلامة والرحالة الشيخ العبودي مزيداً من الصحة والعافية والنشاط ليواصل عطاءه وتأليف المزيد من الكتب بما وهبه الله من الوعي وملكة التأليف والكتابة وقوة الذاكرة في اللغة العربية والتراث والأدب والتاريخ وتاريخ الأسر والمدن في القصيم وسدير والوشم وغيرها من مدن ومناطق بلادنا حقق الله الآمال ووفق الجميع.