«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ ما يقارب شهرين، والحديث يتكرر عن محمد العويس حارس فريق الشباب الذي أصدر قبل ما يقارب الشهرين بيانًا أكَّدوا من خلاله بأنهم قدموا للحارس عرضًا وتم رفضه، ومن تلك الأيام والحديث عن وجهة العويس يتكرر، ولكنه في الأسبوعين الماضيين ومع اقتراب دخوله الفترة الحرة أصبح لا حديث يعلو على العويس، وفي كل يوم نسمع برواية تختلف عن سابقتها، وكأن مشكلات وهموم كرة القدم السعودية وإخفاقاتها انتهت ولم يبق لنا إلا حل وضع محمد العويس لتنتهي كل المشكلات التي تحيط بكرتنا..!
أسبوعان عاشهما الوسط الرياضي لا يرى ولا يسمع إلا محمد العويس..
في البرامج الرياضية.. في الصحف الرياضية.. في مواقع التواصل الاجتماعي.. وزاد الوضع عن حده في الأسبوع الأخير حينما «هرب» اللاعب من ناديه الشباب وبقي في الإمارات بعد معسكر المنتخب السعودي، ومن ثم يُقال بأنه رحل بمساعدة عضو شرف أحد الأندية إلى مصر...!
وقتها فقط أصبح «التمصدر» والضحك على الجمهور حتى من قبل الجمهور آفة تحيط بكل وسائل الإعلام قديمها وحديثها...!
ولكن ما فجر وضع القضية بشكل عام هو بيان نادي الشباب الذي أكَّدوا بأن هنالك ناديًا فاوض العويس وهو في «معسكر المنتخب» وهذه مخالفة جسيمة تستحق العقوبة متى جاء الشباب بالأدلة والبراهين على هذه المخالفة، كما أشار الشباب في بيانه بأن اللاعب ملتزم بعقد رسمي ولم يدخل الفترة الحرة ولكن ذلك النادي فاوض اللاعب..! وهذه مخالفة أخرى تستحق العقاب...!
بيان نادي الشباب فجر القضية بما حواها من كلمات قوية جدًا، وتشير إلى مخالفات ارتكبها النادي المفاوض، وهذا حق من حقوق نادي الشباب الذي يبحث عن مصلحته، وإن كان نادي الشباب يملك ما يدين النادي المفاوض فيجب التحقيق في ذلك، ومعرفة المفاوض الذي دخل معسكر المنتخب وقام بمفاوضة اللاعب الذي كان في مهمة وطنية، ناهيك عن أنه يرتبط مع نادي الشباب بعقد رسمي، وكان ينبغي على النادي المفاوض طرق البيوت من أبوابها لا من الشبابيك الخلفية التي تحرم الأنظمة المحلية والدولية الدخول من ضمنها.
لقد أخطأ النادي المفاوض للعويس، وارتكب جرمًا كبيرًا يجب أن يُعاقب عليه، فزمن «خطف» اللاعبين ولى من غير رجعة، ونحن اليوم نعيش في زمن الاحتراف الذي يوجب على الجميع احترام الأنظمة والقوانين..!
بقي أن نقول.. اتحاد القدم الجديد بقيادة عادل عزت أمام اختبار قوي، فهنالك نادٍ اشتكى اختفاء لاعبه بمساعدة أحد الأندية التي ترغب بضمه، وأشار إلى أن ذلك النادي فاوض لاعبه في معسكر المنتخب..! وهذه الاتهامات التي ساقها نادي الشباب توجب على اتحاد القدم التحقيق في الموضوع، ومعاينة الأدلة التي ستقدمها إدارة نادي الشباب والتأكَّد منها، ومن ثم محاسبة المخالف أي كان اسمه.
ويتبقى لدى المحايدين أسئلة متناثرة لن يستطيع أحد الإجابة عليها إلا بعد نهاية القضية..
- ماذا سيفعل اتحاد القدم حيال هذه القضية..!؟
- هل سيكسب القضية صاحب الصوت الأعلى والنفوذ الأقوى، أم تأخذ القضية مجراها بكل عدل وإنصاف..!؟
- ما النادي الذي فاوض محمد العويس ومن هو المفاوض..!؟
-كيف سمحت إدارة المنتخب بدخول المفاوضين في معسكر المنتخب..!؟
- وهل صحيح أن المفاوض كان لاعبًا مخضرمًا في صفوف المنتخب..!؟
- من قام بتحريض العويس، ومن ثم تهريبه..!؟
- والسؤال الأهم: هل يستحق العويس كل هذا العناء وخرق النظام للتعاقد معه، ودفع تلك المبالغ التي نسمعها..!؟
وللإجابة على السؤال الأخير نقول: هو حارس جيد ومن أفضل ثلاثة حراس في الدوري السعودي، ولكنه بكل أمانة لا يستحق كل هذه الضجة، ولا كل تلك المبالغ، ولا خرق النظام والتفاوض معه بطريقة غير شرعية..!