عمر إبراهيم الرشيد
لا يمكن لأي احتلال وعلى مر التاريخ أن يعيش بسلام واستقرار، فهاهو الاحتلال الصهيوني يسجن الأطفال وآخرهم اثنان ممن لا تتعدى أعمارهما الأربعة عشر عاماً قبل أيام قلائل بتهمة حمل سكين؟!، عقلية الخوف والإرهاب، ولا ننسى بناء الجدار العازل داخل الأراضي الفلسطينية لحماية المستوطنات والسكان المحتلين من الفلسطينيين. أما قرار مجلس الأمن الأخير بمطالبة الحكومة المحتلة بوقف الاستيطان والذي لأول مرة لم تستخدم فيه أمريكا الفيتو، فكان بمثابة داء الكلب الذي أصاب (إسرائيل) فأصابها السعار تنبح في كل اتجاه وتجري بحثاً عن فريسة بغية تفريغ ما بها من حنق. وبرغم أن تأثير القرار سياسي ونفسي أكثر مما عداهما، إلا أن هذا الكيان المأزوم يخاف حتى من المعارك الدبلوماسية والمعنوية، تماماً كمن هو في غابة وحيدا في قلب الظلام يخشى من أي حركة ولو خفيفة لأنه يتصور اقتراب الخطر منه.
هذا العام 2017 تحل الذكرى المئة على وعد بلفور كما اشتهرت تسميته، وهو رسالة بعث بها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917م إلى اللورد ليونيل روتشيلد، يوضح فيها بأن بريطانيا وفي تعاطف مع اليهود قررت إنشاء وطن لهم في فلسطين، أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق كما يقال دوما.
الجالية العربية والفلسطينية في بريطانيا تعتزم إقامة فعاليات تذكر بما خلفه هذا الوعد المشأوم من مآس لا يزال يعانيها الشعب العربي في فلسطين، ومعهم منصفون إنجليز من خلفيات ومهن مختلفة.. الحكومة البريطانية تدعي أنها لن تحيي احتفالية بهذه المناسبة رداً على ضغط الجالية الإسلامية والعربية هناك. وما من شك أن الحكومة البريطانية تتحمل المسؤولية التاريخية، إذ احتلت فلسطين بعد إصدار بيان بلفور بشهر واحد، ولم يكن تعداد اليهود حينذاك يتعدى 5 % من سكان فلسطين العربية.. علماً بأن عصابات الهاجانا وغيرها أذاقت الإنجليز مكافآت مرة على مساندتهم بالقتل والإرهاب.
إلى اللقاء،،،