د.عبدالعزيز الجار الله
كشف الرئيس الأمريكي ترامب يوم الجمعة الماضية في حفل تنصيبه الرئيس الـ(45) للولايات المتحدة الأمريكية عن توجهات وغايات وأهداف سيعمل على تحقيقها هي في غاية الأهمية:
إعادة اكتشاف أمريكا اقتصادياً من جديد.
أمريكا أولاً، تقديم المصلحة الأمريكية على ما سواها.
استثمار موجودات أمريكا من الطاقات البشرية والطبيعية والتجارية.
العمل على تحديث أمريكا في أنظمتها الاقتصادية والتجارية.
العناية بالبنية التحتية من طرق ومواصلات ونقل.
إعادة النظر في أمريكا العسكرية والاستخباراتية ما وراء البحار، وأمريكا عابرة القارات.
التوقف عن الحماية المجانية للدول دون مقابل.
التوقف عن نشر القيم والثقافة الأمريكية واستبدالها بالقدوة والنموذج.
الانكفاء عن الحروب والمخاطر والهدر العسكري والاستخباراتي في خلق أعداء وخصوم.
الإعلان عن عالم جديد يطوي صفحة أمريكا الأمس بعبارة: كل شيء يبدأ اليوم.
في الحقيقة أن هذه ليست مطالب الرئيس ترامب بل مطالب الشرق الأوسط والمنطقة العربية التي تعبت من الحروب من احتلال إسرائيل لفلسطين عام (48م) والعدوان الثلاثي (56) والنكسة (67) وحرب أكتوبر (73) والحرب العراقية الإيرانية (80) والاجتياح الإسرائيلي للبنان (82) وحرب غزو الكويت (90) وتحريرها عام (91) وحرب جنوب لبنان (93) و(96) وحرب غزة (2008 - 2012 -2014) وأحداث 11سبتمر وغزو أمريكا لإفغانستان واتهام العراق عام (2001) وغزو أمريكا للعراق (2003) وأخيراً الحروب الأهلية في الربيع العربي عام (2010م)، إذن منطقة الشرق الأوسط شبعت من الحروب خلال (67) سنة مضت، فيها أمريكا إما طرفاً أو مسانداً وداعماً عسكرياً واستخباراتياً وسياسياً وإدارياً وتدريبياً ومالياً، يضاف لها حروب بالبلقان وكوريا والقرن الأفريقي والصومال والغزو السوفييتي لإفغانستان، وحروب أخرى هي الحروب الاقتصادية التي لا تتوقف، فقد آن أوان أمريكا أن تتوقف عن هذه السياسات العسكرية التي أنهكت خزائن الدول، والالتفات إلى الاقتصاد المدني في العالم، وبناء أمريكا من الداخل كما يقول الرئيس ترامب العمل على بناء بنية تحتية قوية.
العالم يدخل مرحلة جديدة تشهد تغيرات وتحولات في قطاعات الاقتصاد والاستثمار، وفي المناهج والبرامج والفلسفات السياسية وإدارة الدولة، والانتقال من الدول العابرة للبحار والمحيطات بقوة السلاح إلى دول تتحصل على غاياتها وأهدافها عبر الاستثمار والاقتصاد.