فهد بن جليد
العملية الأمنية الجديدة الناجحة في جدة -أمس الأول- تؤكد مُجدداً حجم الجهد الكبير والعظيم والمتواصل الذي يقوم به رجال أمننا البواسل في مواجهة الإرهاب، وكشف خلايا المُطلوبين والمُتورطين في عمليات إرهابية، وتضييق الخناق عليهم، من أجل تعقبهم للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وهذا ما يجعلنا فخورين دوماً بما يقدمه هؤلاء الأبطال من أجل أمن بلاد الحرمين الشريفين، وتقديمهم أرواحهم رخيصة فداء للدين والوطن وتحقيقاً لأمن وسلامة المجتمع.
الإرهاب لا يُخلف إلا الدمار والموت، وهو الطريق والنهاية المأساوية التي اختارها كل من تورَّط في مثل هذه الأنشطة والأعمال الخبيثة، وما قيام بعض هؤلاء بتفجير أنفسهم، إلا دلالة على إفلاسهم بعد خيانتهم لدينهم ونكرانهم لوطنهم ومجتمعهم، عقب نجاح وزارة الداخلية في كشف أمرهم ومحاصرتهم، وفي هذا دلالة على خطر هؤلاء المُطلوبين الذين لن يتأخروا في القيام بعمليات إرهابية مُدمرَّة للمجتمع لو استطاعوا النفاذ -لا سمح الله- ولم تنجح الداخلية في كشف أوكارهم التي يختبئون فيها، مما يُهدد سلامة الآمنين والأبرياء ويعرض حياتنا للخطر، وهنا علينا أن نشكر وزارة الداخلية، وندعو لرجال الأمن الأبطال وعلى رأسهم سمو ولي العهد وزير الداخلية بالتوفيق والنجاح المتواصل للقضاء على هذه الشرذِّمة من الخوارج الذين يستغلهم الأعداء في محاولة لتحقيق أهدافهم الشيطانية ضد أمننا وبلادنا.
ردة فعل الشارع السعودي عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل المواطنين والمقيمين مع هذه النجاحات المتواصلة تبعث على الاطمئنان والارتياح، وتؤكد مُجدداً أننا مع رجال الأمن في (خندق واحد) ضد الإرهاب والفكر الضال لرفض مثل هذه الأعمال الشيطانية الخبيثة، وهو ما يتطلب مزيداً من المشاركة والمساهمة في الإطاحة بالمُطلوبين والمُتورِّطين من خلال الإبلاغ عن أي أمر أو شخص يُشتبه فيه، وهذا عمل يُحث عليه الدين أولاً، وتتطلبه المواطنة الصالحة ثانياً كشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن والمقيم في مساندة جهود رجال الأمن لحفظ استقرار وأمن المجتمع.
لم تعد مقولة (المواطن رجل الأمن الأول) كلمات نُرددها -فقط- بعدما أطلقها الأمير نايف -رحمه الله-، بل هي اليوم منهجاً وحقيقة ثابتة وواقعاً ملمُوساً علينا أن نعمل بها سوياً، ونُحققها (كمنظومة مُتكاملة) بين رجال الأمن والمواطنين لضمان أمن البلاد تحت ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.