تغريدة: «هل صارت مواقع التواصل الاجتماعي، مواقع لقطع التواصل الاجتماعي، بعد أن أصبح الناس يعيشون في عالم الوهم؟ حتى باتت الأسر والمجتمعات لا يتعارفون!».
الإرهاب: اختلف في تعريف الإرهاب، إلا أنه في أبسط تعريفاته.. كل فعل يؤدي إلى ترويع الآمنين، ويسفك دماء الأبرياء، ويدمر الممتلكات، ويهدد السلم والأمن الوطنيين.
سؤال: ماذا حقق الإرهابيون؟ وماذا استفادوا من أعمالهم الإرهابية وخروجهم على الحق؟
إجابة: لم يحققوا إلا الذل والخزي والعار، ويثمن الفائدة التي استفادوها بإجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على نبذهم وحربهم أينما وجدوا، لمخالفتهم سماحة دين الإسلام وتسامحه ووسيطته، وهدر الضروريات الخمس التي حفظها الإسلام.
مع إحباط كل عملية إرهابية، أو إلقاء القبض على إرهابيين، نفاجأ أن أحد البيوت أو الاستراحات، في وسط أحد الأحياء الراقية في إحدى مدن مملكتنا الغالية، كانت وكراً لهؤلاء الإرهابيين، وأنها كانت تمثل قنبلة موقوتة لما تحتوي عليه من قنابل وأسلحة وذخيرة، تهدد أمن السكان المحيطين بها، وأمن الوطن، فكيف عمد هؤلاء الإرهابيون إلى تحويل تلك المواقع إلى أوكار إرهابية شديدة الخطر، بكل ثقة وإقدام، وعدم المبالاة بسكان الحي والجيران؟
الإجابة على هذا السؤال ببساطة» أننا نحن من أعطاهم الأمان، وساعدهم ببناء أوكاره بيننا، وذلك بالانشغال عنهم بالتواصل الوهمي «من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة» على حساب التواصل الحقيقي، وعدم التواصل مع الجيران والتعرف عليهم والتواصل معهم من خلال الزيارات والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم، حتى منا من يسكن في الحي سنوات عديدة ثم يرحل من الحي، وهو لم يعرف جاره المجاور له، بل إن الجار لا يعلم أن جاره رحل، وسكن جار جديد محله!
وكذا غياب دور إمام مسجد الحي من التعرف على جماعة المسجد ومعرفتهم ومعرفة مساكنهم، وتفقد أحوالهم، ودور جماعة المسجد، من التواصل فيما بينهم وتفعيل دور المسجد الحقيقي بالصلة والتواصل، بزيارة المقصرين في شهود الجماعة والمرضى، ومواساة وتعزية أهل المتوفى من أهل الحي، والوقوف معهم في شدتهم، وكذا في أفراحهم ومناسباتهم المختلفة.
كما أن غياب دور عمدة الحي، ومجالس الأحياء، ولجان التنمية الاجتماعية في الأحياء، والبلديات والمكاتب العقارية، في حصر سكان الحي ومعرفة مساكنهم، ومعرفة الوحدات المسكونة من ملاكها، والوحدات المعروضة للايجار، ومعرفة المستأجرين والزائرين.
هذا الغياب من جميع ذوي العلاقة، أسهم بشكل إيجابي للإرهابيين في اختراق الأحياء السكنية «خاصة الراقية والجديدة» والعيش فيها بكل طمأنينة!
وهنا يجب أن «نعلق أجراس» الدعوة للتواصل المجتمعي الحقيقي، لا التواصل الوهمي، بأن:
- نتواصل مع أبنائنا وأسرنا، ونحصنهم ضد الإرهاب وكل فعل مخالف للدين والفطرة، ونعزز فيهم الوازع الديني وحب الوطن والغيرة عليه من عبث العابثين، وندربهم على كيفية التصرف عند كل تصرف مشبوه يرونه أمامهم.
- يتواصل الجيران مع جيرانهم، والتعرف عليهم، وتوثيق العلاقات معهم وتعميقها للعيش في حي مليء بالمحبة والحميمية بين ساكنيه.
- قيام إمام المسجد بواجبه اتجاه جماعة المسجد والتواصل معهم، وخلق بيئة تواصل وزيارات متبادلة بينهم، وبالتالي تفاعل جماعة مسجد الحي وقيامهم بدورهم الايجابي اتجاه بعضهم بعضا، وعدم السماح لأي غريب وإرهابي باختراقهم وزرع نواة خطر وسطهم.
- تفعيل دور عُمد الأحياء، ومجالس الأحياء، ولجان التنمية الاجتماعية، والبلديات، والمكاتب العقارية، بتكوين قاعدة بيانات عن الأحياء، وأنواع العقارات فيها، واستخداماتها، والساكنين فيها، وكامل تفاصيل الأحياء، وربطها بمراكز الشرط، وبالمركز الوطني لأمن المعلومات.
وبذلك سيكون من الصعب على المخربين والإرهابيين وكل من به شر، اختراق الأحياء، وتكوين أي بؤرة فساد بداخلها.
انظروا للأحياء الشعبية القديمة، لا يقصدها هؤلاء الإرهابيون، لتماسك أهلها وتواصلهم فيما بينهم، ومعرفة بعضهم بعضا.
كما أن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، أسهم في خدمة الإرهابيين والمخربين وأعداء الوطن، بالعمل على تنفيذ مخططاتهم، والتنقل بين الأحياء والتخفي عن الأنظار بكل سهولة، وذلك لما نتناقله عبر تلك الوسائط من صور ومعلومات أمنية في غاية السرية والأهمية، يستفيد منها هؤلاء في مخططاتهم وسرعة تحركاتهم، فتقع علينا مسؤولية كبرى في هذا الجانب المهم، بأن نكون صمام الأمان والخط الأمني الأول في عدم نشر أي معلومات أمنية قبل صدورها من الجهات الأمنية المسؤولة وذات العلاقة، وعدم نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، حتى لا نكون سبباً في إفشال أي جهد أمني، يسهم في منع الجريمة والمجرمين من تحقيق مآربهم، وبالأخص الإرهابيون.
إن الوعي والإدراك لأهمية التواصل والالتفاف حول المجموعة، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، صمام أمام للجميع من الاختراق من الأعداء والمتربصين بنا وبوطننا الدوائر.
حفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية من كيد الكائدين في ظل قيادتنا الرشيدة، ووفق رجال أمننا لكل خير به حفظ الأمن والأمان والاستقرار لوطننا الغالي.