عبدالله العجلان
فاز الطائي في عز أزمته وأقصى الاتحاد المتحفز المتطور هذا الموسم من بطولة غالية، فتفجرت في حائل ينابيع فرح ظلت خامدة لسنوات، واسترجع الجمهور الرياضي في حائل والمملكة وكذلك المجتمع بكل اطيافه تاريخ الطائي الجميل الحافل بصور العطاء والاصرار والكفاح، وعرف الجميع -وبخاصة في حائل- معنى وقيمة التفوق الكروي، وتأثيره الايجابي المبهج على المنطقة وأهلها، ليس فقط رياضيا بل اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وانسانيا وحتى ترفيهيا.
حائل الحالمة تستحق ان تكون كما عهدناها حاضرة في ثرائها وابداعها الكروي، وشبابها الطامح يتطلع لاستعادة شيء من وهج الماضي، وهذا بالضبط ما أنتجه فوز الطائي على الاتحاد من اصداء هي بمثابة الرسالة المعبرة لكل مسؤول وكل جهة حكومية ومؤسسة او شركة اهلية كي تتأمل هذه الاجواء وتدرك ابعادها وتأثيرها على المنطقة، والانطلاق من خلالها لاتخاذ خطوات عملية جادة لانقاذ رياضة حائل، بالدعم المادي والمعنوي لأنديتها، والاهتمام بها وتذليل الصعوبات التي تواجهها.
ضمن مهامها الحيوية في المجال الرياضي نتمنى من هيئة تطوير حائل الاسراع في تبني مشروع دعم الأندية وحل مشكلاتها وإقرار خطة عمل وايجاد آلية مناسبة لانتشالها مما هي عليه الآن، وهي ـ أي الهيئة ـ مؤهلة ولن تقصر بإذن الله في القيام بهذا الدور، لما تضمه من شخصيات قيادية حريصة على الارتقاء برياضة حائل برئاسة سمو امير المنطقة الامير سعود بن عبدالمحسن وسمو نائبه الامير عبدالعزيز بن سعد وسمو مساعد رئيس الهيئة الأمير عبدالله بن خالد، إضافة الى أهمية ان تتحمل الجهات والمؤسسات والشركات بمختلف أنشطتها مسئوليتها في هذا الجانب التنموي والاقتصادي الفاعل للمنطقة.
بالنسبة للطائي، فكل الامنيات ان يستفيد إداريا وماليا وفنيا وشرفيا وجماهيريا من مخرجات هذا الانتصار الثمين، وان يعرف مسيروه ولاعبوه واجهزته الفنية والإدارية كيف يحولونه الى سلاح قوي ومحفز لهم بدلاً من ان ينقلب الى مخدر يدفعهم الى التهاون واللامبالاة في لقاءات الدوري الأصعب والأهم.
عيون النقد المزدوجة!
جاء قرار لجنة الاحتراف القاضي بمنع تسجيل القادسية للبرازيلي ايلتون الا بموافقة من نادي الفتح منطقيا ومنصفا ومحققا لمبدأ العدالة وحفظ الحقوق، كما وضع حداً لكل من تسول له نفسه العبث بالانظمة والتلاعب بمقدرات الاندية، وفي توقيت مهم اجزم لو انه لم ينته بهذه النتيجة لدبت الفوضى ولرأينا مستقبلا ما هو اسوأ من تصرف ايلتون بكثير.
في هذا الملف تحديدا يحز في نفسي ان اقرأ واسمع اطروحات وآراء تطالب «بتطنيش» الحق القانوني والادبي لنادي الفتح وتسجيل اللاعب في القادسية هكذا بلا قيود ولا شروط ودون أي تعويض او حتى مجرد تفاهم مع ناديه الفتح، ليس كرها في الاخير وحبا وتعاطفا مع القادسية وانما لاحراج رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان وافشال قراره الاول المتضمن نفس ما انتهى اليه القرار الاخير المبني على توجيه اللجنة المشكلة من اتحاد الكرة، في وقت تحتاج فيه كرتنا المتأزمة المحتقنة لهكذا قرارات قوية حازمة.
مؤلم جداً أن تبني قناعتك وتطرح رأيك ليس بما يلبي تعصبك ويناسب رغبتك وأهوائك فحسب، بل للإضرار بالآخرين وتصفية الحسابات معهم كما حدث سابقا ويحدث حاليا مع البرقان، وهنا لا يهم أن تعتمد مثل هذه الاراء على المزاج الشخصي، او ان تكون مخالفة للقوانين واللوائح وتضر بالمصالح طالما ان هدفها الرئيس هو تدمير جهة ما او تشويه شخص بعينه والاساءة اليه بلا أي سبب مقنع، وهذا للأسف تسبب في تشكيل رأي عام وتصعيد اعلامي مستمر ضد عمل البرقان وأداء لجنة الاحتراف، لدرجة التشكيك به وبنزاهته.
الخطير والمزعج في الموضوع أن مواقف العداء وحملات التشويه والتشكيك لم تقتصر على أسماء إعلامية هامشية معروفة بتعصبها وغوغائيتها، وإنما أصبحت في صميم توجهات وأساليب وخطط برامج تلفزيونية سخرت طاقتها وكوادرها واستقطاباتها لتنفيذ مخططاتها وتآمرها على الدكتور البرقان، في وقت تجاهلت فيه كوارث وتجاوزات وأخطاء مسؤولين ولجان كانت اكثر ضررا وتأثيرا على الأندية والكرة السعودية مما يتم ترويجه دوما ضد لجنة الاحتراف.
ما يحدث للبرقان ولجنة الاحتراف من هذه البرامج مقارنة باللجان الأخرى شبيه تماماً باستهداف نادي الهلال دون غيره، فأي متابع سيلاحظ بوضوح وبتوجه فاضح كيف تهول القضايا التافهة والتصريحات العادية المتعلقة بالهلال وتحويلها الى ملفات ساخنة تناقش بصراخ وتأجيج يومي، بينما تتستر وتغض الطرف عن احداث خطيرة وبشكل سافر يتنافى مع ابسط المبادئ المهنية، وبالطبع تستخدم في الحالتين ضيوفها (الإمعات) الذين دائما ما يؤدون دورهم على (أسوأ وجه)..!