يوسف بن محمد العتيق
من الكلمات الفاعلة والمؤثرة قديما، وحديثا مقولة (ما كل ما يعلم يقال) لديك معلومة، فهل ترويها بكل حال وكل مكان وزمان أو أن المعلومة تحتاج ضوابط في نشرها؟
هذه القضية من أكثر القضايا إشكالية... نشر المعلومة يتطلب وقتا وشريحة مناسبة حتى تصل هذه المعلومة للشخص المناسب القادر على التعامل معها.
في السابق كانوا يقولون (مقلد المعلومة غير أهلها، كمقلد الخنازير الدر) يعني الذي يعطي المعلومة لمن لا يتفاعل معها، كمن يلبس الذهب لمن لا يناسبه ولا يزيده جمالا.
في ذهني مثال عن إحدى الشخصيات التاريخية المعروفة بالعلم الشرعي، وقد أتاه رجلان سأله كل واحد منهما السؤال نفسه فقال جوابا مختلفا.
كلهم سأل (هل لقاتل المؤمن من توبة) فقال لأحدهما إن لقاتل المؤمن توبة في حين كان جوابه للثاني أن قاتل المؤمن ليس له توبة.
وحين سئل لماذا كانت إجابتك مختلفة بل متضادة، قال إن الذي قلت له إن له توبة لأني رأيته طالب علم يريد المعلومة، في حين أن الثاني الذي سأل رأيت في عينيه شرارة ورغبة في القتل فقلت له إنه ليس له توبة.
هذا باختصار فن التعامل مع المعلومة، فهناك من يستحق المعلومة، وهناك من قد يوظفها توظيفا سيئا، وهناك من قد يأخذ المعلومة لتصفية حسابات خاصة، والقائمة تطول.
لذا لا يجب أن ننظر إلى مقص الرقيب أنه دائما متسلط، بل قد يكون لديه قرني استشعار تتسبب في عدم وقوع ما لا يحمد عقباه.