رقية سليمان الهويريني
في عصر التقنية وسعي الوزارات والهيئات والشركات للتخلص من المعاملات الورقية؛ لازالت وزارة التعليم تتواصل مع منسوبيها (ورقياً) عبر التعاميم الداخلية المبنية على تعميم إدارة التعليم المرفق مع تعميم الوزارة!!
ولا تندهش حين تعلم أن موظف الوزارة وبالذات المعلمين يتصفحون عشر ورقات يومياً تحمل نفس المضمون والتكرار الممل ليوقعوا على الورقة الأخيرة بالعلم! ولك أن تتخيل الكم الهائل من التعاميم الرسمية التي يتلقاها موظفو الوزارة بدلاً من التواصل عن طريق البريد الإلكتروني بكل المعنيين اختصاراً للوقت والجهد والمال المهدر على الورق، وتخفيفاً على الموظف الذي يمر على جميع الموظفين ثم يحفظها في ملفات ضخمة! برغم أن البريد الإلكتروني يعد توثيقاً رسمياً وصديقاً للبيئة فلا يحتاج إلى ورق وتوقيعات!
وفي هذا الوقت أصبح البريد الإلكتروني مهماً في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص من مؤسسات وبنوك وغيرها ويتم من خلاله توثيق التوجيهات والبلاغات والتفاعل معها، والمعلمون أولى حيث يتم من خلاله رفع الطلبات أو التقارير المختلفة إلى قائد المدرسة أو المشرفين أو الإدارة التعليمية أو الوزارة، كما أنه يعد وسيلة رسمية موثقة للتواصل بين قائد المدرسة والمعلمين والطلاب بدلاً من برامج التواصل الاجتماعي الفوضوية وغير الجدية كالواتساب الذي لا يحمل طابعاً رسمياً ويستخدم لتبادل الطرف والقصص المفبركة.
إن البريد الإلكتروني يضمن التواصل الفعال مع الجميع ويعزز روح المشاركات الاجتماعية كتبادل التهاني السعيدة والتعزية في الوفيات أو الدعوة لحضور الفعاليات والندوات والمؤتمرات مما يشعر منسوبي الوزارة بالانتماء للمجتمع التعليمي ويدعّم الترابط بين الأفراد والمؤسسات، كما أنه وسيلة حية وفعالة للاتصال مع أولياء الأمور بما يخص أبناؤهم بصفة رسمية وسهلة، بل ويمكن التواصل بين المعلم وطلبته وتبادل استلام الواجبات والأنشطة فيما بينهم.
ومن المهم إقرار البريد الإلكتروني الخاص بالوزارة ومنسوبيها ليواكبوا الأحداث التقنية والمتسارعة ويعيشوا دقائقها وتفاصيلها، ويمكنهم من الاطلاع الدائم على أخبار الوزارة وأنشطتها والمشاركة في صنع القرار بالاستئناس بآراء المعلمين في الميدان، وتبادل الخبرات والتجارب، وكذلك الاستفادة من الخدمات المجانية من الشركات العالمية الداعمة بموجب اتفاقيات الاستفادة مع وزارة التعليم.
إن المعلمين مثقلون بالواجبات وهم مطالبون بمزامنة الأحداث، فليس حينئذ أسهل من بريد إلكتروني عملي وفعال!