خلي أناخ لدى العذال ناقته
وصار ينكر عهدا بيننا كانا
بي زهدوه وعابوني فصدقهم
وكان يغلظ في الإخلاص إيمانا
كنا بجنة عشق غاب خازنها
نرى السعادة في إحياء ذكرانا
هذي الرسائل في الأنحاء شاهدة
على التعلق صيغت من حنايانا
مازال حبي له يجتاحني شغفا
ولم أطق لدموع العشق عصيانا
أريده وعذولي منه يمنعني
بأن يشوهني زورا وبهتانا
يعودني الطيف في نومي يؤانسني
وحين أصحو يصير الوصل حرمانا
أحبه لست أدري للهوى سببا
إلا اشتراكا بماض ليس ينسانا
أنى اتجهت فذكرى الأمس تتبعني
حتى تكون زنازينا وقضبانا
ذكرى تنامت وشادت داخلي وطنا
أذيق أطلالها وجدا وتحنانا
منذ افترقنا وليلي لا أنام به
إلا لماما أناجي الطيف ولهانا
ماكان ما بيننا إلا مخاطرة
لم نتخذ لانصرام الدهر حسبانا
كنا نرى فسحة سرعان ما ذهبت
واسترجع الدهر وقتا كان أعطانا
ملاعب الحب بعد الألفة اندرست
ومات مورقها بالجدب ظمآنا
سعي الوشاة وطول العهد أوقفنا
في أول الدرب لم نتعب مطايانا
بي منه ما لم يكن يوما على أحد
كابدت من ثورة الأشواق طوفانا
عيناه تشبعني في بحرها غرقا
والمبسم العذب عاصٍ عز ما هانا
عالجت شوقي فلم يذهب لواعجه
طبٌ وأوقدت الأمصال بركانا
أعيده في خيالي كل ما غربت
شمس وأحتضن الأطياف أحيانا
هو الملاك سما عن كل مملكة
وآفة الحب سوت منه إنسانا
به مشيت فيافي الحب قاطبة
ثم اهتديت لقطع العمر سكرانا