«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
قال معالي قائد القوات البرية الفريق الركن عيد بن عواض الشلوي بأن الإعلام الحوثي إعلام أسود وغير صادق ومخادع وهو إعلام مضلل لميليشياته وإذا كان مضللاً فهو مضلل للحوثيين أنفسهم لأنه حينما يقع الأسرى في أيدي القوات السعودية ويتم استجوابهم ونأخذ منهم معلومات نجدهم مغرراً بهم.. ولا يدرون كيف يحاربون ومن يحاربون؟ بسبب إعلامهم.
وأكد في تصريحه لـ«الجزيرة» عقب رعايته تمرين صقر الجزيرة للكلية الحربية بأنه لا صحة لما يقوله هذا الإعلام عن ضرب أهداف وقوات سعودية على الحدود.. ولكننا تعودنا في بلدنا بأن المعلومات التي نقولها هي معلومات صحيحة وواقعية وما نشاهده على الحدود السعودية للقوات التي تحمي حدود المملكة، هو شيء يرفع معنويات جنود الوطن ويشعر المواطن بالطمأنينة بأن هناك قوات قادرة على حماية الحدود وجاهزيتها عالية لردع المعتدي وأن العمل على الحدود هو عمل جماعي لجميع القوات المشاركة والكل يدافع عن الوطن بكل إخلاص وتفانٍ وأي حادث يقع نعلن عنه بشفافية ولا نضلل مثل هذه الميليشيات الإرهابية.
وأكد أن ما تقوم به قواتنا العسكرية كافة على الحدود هو مفخرة لأنهم يدافعون عن الوطن ويتصدون لميليشيات أرهبت شعبها وشردتهم، مشيراً إلى أن قوات التحالف تسهم معنا مساهمة فعالة، فهم موجودون معنا على الحدود.. ونحن ندعو جيراننا في اليمن إلى أن يعودوا إلى الصواب وأن يعودوا إلى الشرعية مع دولتهم.
وحول سؤال لـ»الجزيرة» عن هذا التمرين الذي تجريه الكلية بين معاليه قائلاً: لا شك بأن كلية الملك عبد العزيز الحربية تعد من أكبر وأفضل الكليات من حيث التدريب العسكري والعلمي.. ونحن اليوم نشاهد ذلك في تمرين صقر الجزيرة للدورة (75) التي سوف تتخرج هذا العام.. وقد أحدث نقلة في نوعية التطبيق للحروب القتالية على الميدان.. والذي يدخل ما تحتاجه العمليات الحريبة مثل ما يحصل حالياً في الحرب في جنوب المملكة وتغير أسلوب التدريب حيث أدخل حديثاً على القوات البرية تكتيك ومفاهيم جديدة على ضوء الحروب الحالية وهي العمليات غير النظامية.. وما شاهدناه اليوم في هذا التمرين هو مزيج ما بين العمل التقليدي وما بين العمل لغير العمليات غير النظامية.
وأوضح الفريق الشلوي بأننا شاهدنا عمليات وهجومًا بالذخيرة الحية وتحركات تكتيكية محكمة للقوات حتى وصلت إلى مواقعها وهذا يدل على التدريب الجيد والمفاهيم الحديثة.. والانتقال السريع والعمليات الدفاعية حيث أثبت هؤلاء الخريجون بأنهم قادرون على التعامل مع الميدان باحترافية قتالية.
وأضاف قائد القوات البرية بأنه وفي هذا التمرين شبهت إحدى القرى الحدودية وهي «الربوعية» التي خاضت فيها القوات السعودية حرباً مع المتسللين وتم تطهيرها.. وقد نجح هؤلاء الخريجون في تنفيذ هذه المهام التي شاركت في هذا التحرير القوات الخاصة وطائرات القوات البرية وكيفية العمل في هذه المناطق المبنية.
وهذا التدريب يسبقه تحضير كبير للطالب أثناء فترة تدريبه في جناح التكتيك في الكلية وتدريب على الواجبات الجماعية وهذه مهارات تعطى للطالب المقاتل خلال فترة دراسته في هذه الكلية.
واختتم الفريق الشلوي بأن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع تؤكد على أن تكون هذه الكلية مواكبة للكليات المتطورة في العالم مما جعلها حالياً تضاهي هذه الكليات في التدريب والتعليم والبناء الجسماني وأداء رسالتها مثل التدريب المظلي والجبلي والأحراش والأودية. ومن هنا الكلية تخرج ضباط وقادة مؤهلون ومسلحون بالعلوم العسكرية الحديثة.
وحول التعاون مع القوات اليمنية الشرعية وتدريب عناصرها في المملكة: قال: إن التعاون مع الشقيقة اليمن موجود من قبل الحرب.. نحن نتعاون معهم فيما يحتاجون إليه.. اليمن بلد شقيق وصديق يربطنا معه كثيراً من العادات والعلاقات الأسرية والأخوة.. وقيادتنا والشعب السعودي يتمنون لهذا البلد كل خير.. ونريد الاستقرار له والأمن والأمان.. ونحن نحترم فيما بيننا من مواثيق وليس هو وليد هذه الحرب مع الميليشيات.
وحول التنسيق بين القوات المشتركة في الحد الجنوبي أوضح الفريق الشلوي بأن هناك تنسيقًا مع وزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني وهم شركاء في مهمة الدفاع عن الوطن وهناك تكامل بين هذه الوحدات على الأرض في مثل هذه الأمور وكلهم في منظومة واحدة وتعمل بشكل منظم وفي خندق واحد بالإضافة إلى عمل القوات المشاركة في الميدان من الإمارات وقطر والبحرين كلهم لهم قائد واحد.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن تطوير منظومة طائرات القوات البرية أجاب بأن هذه المنظومة تعمل مع قواتنا في الميدان بشكل فعال وهو من الأسلحة الحديثة لقواتنا البرية وهي تتمتع بنقلة نوعية في طائراتنا مثل طائرات الاستطلاع وطائرات الأغراض المتعددة وطائرات الأباتشي القتالية حيث تمتلك المملكة أعدادًا كبيرة من هذا النوع.. مشيراً إلى أن القوات البرية تمتلك معهدًا من أفضل المعاهد في العالم يخرّج طيارين وفنيين قادرين على قيادة هذه المنظومة باحترافية قتالية.
جولة في مواقع التمرين
وكان معالي قائد القوات البرية برفقة قادة الأسلحة في القوات البرية قد قاموا بجولة على ميادين الرمادية ومواقع التمرين حيث ألقى قائد كلية الملك عبدالعزيز الحربية اللواء سعيد بن عبدالرحمن أبو عساف كلمة قال فيها: إن هذا التمرين هو أحد التمارين المهمة الذي تم إعداده هذا العام لهؤلاء الخريجين لمعرفة مدى إتقان قادة المستقبل للواجبات الفردية وتطوير قدراتهم القيادية من خلال قيامهم بالعمل الميداني وكل هذا التدريب يتزامن مع دورة المهارات القتالية التي يتلقاها الطالب في هذه الكلية بإعطائهم دورات في المظلات والقوات الخاصة مشيراً إلى هؤلاء الخريجين قد أكسبهم مهارات قتالية على أرض الواقع. ومن ثم شاهد معاليه وقادة الأسلحة بالقوات البرية مشاهد من التمرين بالذخيرة الحية والقنابل بالإضافة إلى الوقوف مع هؤلاء الخريجين والاستماع إلى شرح وافٍ من الطلبة على طبيعة الحروب في الأماكن الوعرة والجبال.. ومن ثم شاهدوا تحرير قرية الربوعة على الواقع من خلال القوات الخاصة للقوات البرية وطائرات القوات البرية، كما قام معاليه لمحطة تطهير الأفراد من الأسلحة الكيماوية.. وقد أشاد معاليه بقدرة هؤلاء الطلبة وتعاملهم مع طبيعة المعارك الميدانية.