في بساط العبور الذي نحن ننتقل فيه إلى حيث نريد - بإذن ربنا - ننوي بوعي واستيقاظ الانتباه إلى أمواج النجاح والحظ والتي هي مجموعة الفرص التي تأتي لصالحك وتتحرك لأجلك وتقصدك أنت دون غيرك، وربما لا تكون واضحة جلية كما الشمس في رابعة النهار على أنها أحياناً تأتيك كذلك، وإنما المطلوب منك الانتباه للعلامات والإشارات فإن فيها الكثير من الفتوحات وتحقيق المزيد من النجاحات ما كنت منتبهاً لها وإنك لن تجد مخلوقاً في هذا الوجود إلا وفكرة النجاح تراوده وتخطر على باله أياً كان نوع الأداء الذي ينجزه ويحققه، ولذلك فإن امتلاء ذراتك بفكرة النجاح هو طريقك للنجاح.
ولا تكاد تجد شخصاً محروماً من هذه الفرص، وكما يقول فاديم زيلاند: إن لكل شخص موجة نجاح تخصه وإن غاية الأمر أن عليك أن تتذكر: هل أتتك فرصة معينة وبعدها تتابعت موجة كاملة من الأحداث غير المتوقعة وفي نفس الوقت تكون ممتعة؟.. هذه بالضبط مجموعة من الموجات، ولكن هذه لا تأتي في أي وقت، بل هي تأتي لما تكون أنت في حالة استقبال جيد أي عندما تكون أنت في بدايتها بطاقة نفسية وفكرية عالية وفيك أثرة من التوازن والسكينة والسلام. إننا نقصد بموجة النجاح في هذا النموذج تحديداً: هي تجمع - تراكم لخطوط الحياة الطيبة في فضاء الاحتمالات والتي مهمتها تنحصر في جلب السعادة لك وعدم استنزاف طاقتك النفسية فكرياً ومشاعرياً بعكس البنْدولات كما سيمر معنا وفي المقابل فإن مهمتك تجاهها - الموجة - أن تمسك بها وأن تقوم بالتعدُّل عليها إذ إنك أنت من يوفر الفرص ويسمح لها بالتواجد في خط حياتك، وإنك من خلال أفكارك فإنك تبث طاقة تعمل على تحقيق الاحتمال الذي تريد ثم تختار الاستفادة من هذه الموجة أو تلك.. وإن من وسائل التعدُّل على الموجة أو قل التوافق- التزامن معها أولاً: أهمية امتلاكك لنية صافية إذ إنك بالنية الصافية يمكنك الانتقال إلى خطوط الحياة الطيبة بشكل فاعل، وثانياً: أن تستيقظ بمشاهدك الداخلي والذي سيساهم وبشكل كبير في تنقية تخيل صورة هدفك - شريحتك - وقد تحقق في أرض الواقع متجاوزاً القلق والخوف وعدم الاستحقاق ونحو ذلك وثالثاً: أن تسمح بكل ما هو إيجابي معلناً مراسم فرحك أغلب أوقاتك وتاركاً كل ما هو حزين غير آبهٍ به كالأخبار والفواجع والحوادث ونحو ذلك يقول زيلاند في ذلك: الشريط الذي تدوِّره في ذهنك هو الفيلم الذي تشاهده في واقعك. ولو سَأَلَنا أحدهم ما الذي يكفل ظهور موجات النجاح لنا؟ لكان الجواب بأن الكون مسخر لك والفرص كثيرة والأصل أن الوجود يقوم على قوانين الوفرة والامتلاء هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن ما يكفل لك - بإذن الله تعالى - ظهور تلك الموجات في خط حياتك أمرين الأول: أن تحافظ على شعلة العيد متّقدة في داخلك وتردد باستمرار بأن اليوم جميل وغداً سيكون أجمل، وأن هذا العالم المسخّر من الله ويعتني بك على الدوام والأمر الثاني: أن توقظ مشاهدك والذي سيكون دوره معك تغيير علاقتك بأي مشاعر سلبية منخفضة بحيث تبدأ من جديد بمشاعر عالية. وتيقن بأن موجة النجاح والفرص ليس لديها مشاكل معك مطلقاً ولا ترفض طرْق أبوابكولكن أنت لم تختر أن تأخذها وأيضاً لا يغب عن ذهنك مطلقاً بأن اليوم جميل، وأن الغد سيكون - بإذن الله - أجمل.. فكن مشتاقاً لموجات النجاحات، وتذكر ما قال الأُول:
(بعيد على الكسلان أو ذي ملالة
فأما على المشتاق فهو قريب)