في عام 1966م بدأ يظهر دور شركة بي أيه أي سيستمز (المعروفة سابقاً باسم الشركة البريطانية للطيران والفضاء) في تقديم منظومة شاملة تعنى بنقل التقنية والمعرفة إلى أرض المملكة العربية السعودية وتأهيل الشباب السعودي ليكونوا قادرين على إدارة هذه المعرفة والتقنية محلياً.
وحالياً، تعد شركة بي أيه أي سيستمز إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الطيران والفضاء والعلوم والتقنية، حيث يبلغ عدد موظفيها حول العالم 88.000 موظف. وتقدم عدداً من الخدمات الهندسية لمئات العملاء في مختلف قارات العالم. ومحلياً تقدم خدماتها لمجموعة من القطاعات العسكرية، فيما ترتبط بعلاقة تبادلية مع العديد من الشركات العاملة في القطاع الصناعي السعودي، ويبلغ عدد موظفيها في السعودية نحو 5800 موظف، يمثل السعوديون منهم أكثر من 68%، مما يضع الشركة على رأس أكبر الشركات العالمية الموظفة للسعوديين في القطاع الخاص.
مكانة مميزة
احتفلت الشركة أخيراً بمرور 50 عاماً على وجودها بالمملكة العربية السعودية، حيث عبر الرئيس التنفيذي للشركة آندي كار عن سعادته بهذه المناسبة التي اعتبرها حدثاً مهماً في تاريخ الشركة، بما قدمته وتقدمه من أعمال مميزة في السوق السعودي.
وذكر: «منذ بداية وجودها في المملكة وحتى الآن حققت الشركة الكثير من أهدافها الإستراتيجية بفضل ما تتمتع به في الوقت الحالي من مقومات بشرية سعودية تعمل في مختلف قطاعات أعمال الشركة وبمختلف المستويات التدريبية والقيادية، بعد أن نجحت مع شركائها على تبني إستراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى نقل التقنية وتوطين المعرفة، مما وضعها في هذه المكانة المميزة، فهي تعمل على تقديم المزيد من الخدمات، وذلك وفق إستراتيجياتها لمواكبة رؤية المملكة 2030».
وأشار آندي كار، إلى أهمية المرحلة المقبلة للشركة، حيث سيشهد السوق السعودي منافسة كبيرة، نتيجة للخطط والإستراتيجيات الحديثة التي بدأت المملكة في تطبيقيها لتحسين جودة الأداء بصفة عامة والنهوض بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً، وهذا يشكل تحدياً كبيراً لكل العاملين بالسوق السعودي، حيث أضاف: «جودة المنتج بأحدث التقنيات مع الالتزام بمواعيد التسليم للعملاء وتطوير القوى البشرية السعودية هي الأهم في معادلة المستقبل واستمرار بقائنا في الريادة التي وصلنا إليها بعد كسب ثقة العميل»، مؤكداً أن الشركة أعادت هيكلتها الإدارية أخيراً، واستحدثت برامج جديدة في قطاعاتها كافة لمواكبة التحديات العالمية والمحلية، واستعدت لذلك جيداً من خلال رسم إستراتيجياتها بعيدة المدى، مما يؤهلها للبقاء في الريادة ويضمن لها مستقبلاً زاهراً.
68 % نسبة السعودة
من جانبه عبر محمد الأزوري نائب الرئيس للموارد البشرية، عن فخره بالنهج الذي تعمل عليه الشركة منذ 50 عاماً، حيث قدمت للسوق السعودي المزيد من الكوادر البشرية ذات التأهيل العالي، وأضاف الأزوري: «شركة بي أيه أي سيستمز السعودية تستقطب المستويات المهنية كافة من ذوي الخبرات التراكمية ومن المبتدئين في السلم الوظيفي الذين تُعدهم للأعمال الاحترافية والقيام بالأدوار القيادية، فهي تقدم برامج تأهيلية متعددة لخريجي الثانوية العامة، وكذلك خريجي المعاهد والجامعات، إضافة إلى الدورات الأخرى للعاملين بالشركة.» لافتاً إلى أن الشركة تُعَدُّ ضمن الشركات المبادرة إلى توظيف وتشجيع عمل المرأة السعودية، حيث تقدم برامج تدريبية تطويرية للسعوديات وفق المعايير التي تلائم البيئة المناسبة لعمل المرأة، فهي ثروة بشرية تسهم في رفد وتنمية البلاد.
تنمية القدرات وتحسين الأداء
فيما أكد نائب الرئيس للهندسة خالد الدغيم، أن احتفال بي أيه أي سيستمز بمرور 50 عاماً على إنجازاتها المتعددة وأعمالها الجليلة في السوق السعودي، يأتي ضمن المجهودات المميزة للقطاع الخاص، وفي إطار تقدير مجهوداتنا التي نقدمها للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن المهندسين السعوديين يشكلون مورداً مهماً من موارد الشركة الأساسية، فهم يعملون مع خبراء عالميين استطاعوا أن يبادلوهم التجارب والخبرات العملية، مضيفاً أن الشركة تعمل على تمكين منسوبيها من الحصول على فرصة تبادل المعارف ودعم قدراتهم، بهدف صناعة مهندسين سعوديين أكفاء، وذلك ضمن خطواتها في نقل وتوطين المعرفة، كما أنها تسعى إلى استمرارية العمل وتعدد الإنجازات، من خلال تقبل التغير باعتباره نمواً عالمياً وجزءاً من التحديات اليومية التي تواجه الأعمال، لهذا نثابر على تحسين أدائنا وجودة مشاريعنا، لنواكب التغييرات، وكي نصل إلى تحقيق أهدافنا في تنمية قدراتنا الهندسية سواءً أكانت على المستوى البشري أو على مستوى المشاريع التي نعمل عليها».
المشاركة الصناعية في المملكة
فيما يركز خالد العتيبي نائب الرئيس للمشاركة الصناعية في المملكة على الشركة الحقيقية والدور الكبير المأمول من القطاع الخاص للمساهمة مع القطاع الحكومي ومساندة كل التوجهات والرؤى الوطنية، مبيناً أن احتفال الشركة بمرور 50 عاماً، يعكس الدور الفعلي لإنجازاتها التي حققتها وخدماتها التي نفذتها، وكذلك مستقبلها الذي يتمثل في الإسهام بتقديم الدعم والمبادرات لرؤية المملكة 2030.
وذكر: «إضافة إلى نقل التقنية والمعرفة وتدريب الشباب السعودي، فإن الشركة تقدم مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات إلى عدد من القطاعات العسكرية، تتضمن الإلكترونيات المتقدمة والحلول الأمنية وتكنولوجيا المعلومات».
وكإسهام منها في حركة التصنيع المحلي، نقلت بي أيه أي سيستمز إلى الشركات السعودية العديد من المهام الهندسية الصناعية، لأجل الاعتماد على المصادر المحلية السعودية، انطلاقاً من أن النجاح في عملية التصنيع يكون من الداخل مع الاستفادة من الخارج، فيما تم التوصل إليه من تقنيات حديثة تدعم الصناعة المحلية وبمعايير عالمية تتميز بجودتها وكفاءتها العالية».
وعن النجاحات التي حققتها الشركة في مجال دعم التصنيع الوطني، أوضح العتيبي أن الشركة استثمرت أكثر من 19 مليار ريال سعودي في السوق المحلي، مبيناً أنها تسعى حالياً إلى دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الصناعية في مجالات عمل الشركة وشركائها بالمملكة، شركة الإلكترونيات المتقدمة وشركة الدولية لهندسة النظم وشركة بي أيه أي سيستمز السعودية للتطوير والتدريب والشركة السعودية للصيانة وإدارة خطوط الإمداد المحدودة وشركة المعدات المكملة للطائرات، فهذه الشراكات قاعدة رئيسة لتطوير القدرات الصناعية في مجال علوم الطيران والتقنيات الأمنية، وتعتمد عليها بي أيه أي سيستمز في تطوير قدراتها ومواصلة نجاحاتها. وأضاف: «يمكن تلخيص أهم عناصر إستراتيجية الشركة تجاه سوقها الرئيس في السعودية بسعيها إلى تطوير القدرات التصنيعية للشركة في السعودية مع التركيز على إمكانية النمو في بيئة اقتصادية قوية، والعمل على الوفاء بمتطلبات عملائها الدفاعية والأمنية في المجالات الجوية والبرية والبحرية، ووضع أسس لتقديم فرص التوظيف بعيدة المدى».
دعم البرامج الوطنية
وعبَّر منذر بن محمود طيب مدير عام الاتصال المؤسسي في شركة بي أيه أي سيستمز عن سعادته بالإنجازات التي حققتها الشركة خلال الـ 50 عاماً، مؤكداً الحرص دعم البرامج الوطنية كافة، وبما يواكب رؤية المملكة 2030.
كما أبدى تفاؤله بسوق العمل السعودي وازدهار أعمال الشركة في المستقبل، حيث أكد نمو قطاع الطيران والفضاء والعلوم والتقنية في السنوات القادمة، ورجع ذلك إلى الدعم والاهتمام الذي تحظى به هذه القطاعات، وإلى التنظيمات الأخيرة التي تهدف إلى دفع عجلة التقدم الصناعي نحو البلدان المتقدمة صناعياً.
وأوضح طيب، إن صانع القرار في المملكة قدم لهم تنظيمات جديدة تمثلت في برنامج التحول 2020 ورؤية المملكة 2030 حيث رسم الطريق أمام القطاع الخاص، وواجبنا الوطني يحتم علينا العمل على دعم هذه البرامج وتشجيع كل النشاطات التي تهم المجتمع وتساند المبادرات الوطنية من خلال القيام بمسؤوليتنا الاجتماعية واعتبارها جزءاً من منظومة أعمالنا.
وقال طيب «إن شركة بي أيه أي سيستمز لديها مساهمات عديدة في دعم الاقتصاد الوطني وتدريب وتطوير الشباب السعودي بما يواكب المتغيرات المحلية والعالمية لتقديم نموذج مميز من الكفاءات السعودية، مشيراً إلى أن من هذه المساهمات الدعم المستمر للعديد من الجمعيات الخيرية، وكذلك البرامج التعليمية، كالبرنامج السنوي لأبحاث ما بعد الدكتوراه الذي يتم بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى أن الشركة من مؤسسي جامعة الفيصل «بالرياض» وبرنامج المنح الدراسية الجامعية، وبرنامج التدريب الصيفي لطلاب المدارس. وكذلك رعاية الشركة لـ 24 جائزة مشاريع تخرج جامعية في كل عام».
وأضاف: «هذه الأنشطة أسهمت بحصول الشركة على العديد من الجوائز في مختلف المجالات، منها جائزة الأمير نايف للسعودة، وجائزة العلامة التجارية الأبرز في مجال الدفاع والطيران، وكذلك جائزة أفضل شركة سعودية في مجال التقنية للعام 2015 وغيرها من الجوائز الأخرى».
داعياً إلى ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص بالمملكة ليواكب الطموحات العامة للبلاد، وأن شركة بي أيه أي سيستمز تعمل على ذلك، انطلاقاً من مسؤوليتها في نقل التقنية وتوطين المعرفة.