حريملاء - متابعة - أحمد المزيعل:
تقع محافظة حريملاء شمال غرب العاصمة الرياض على بعد 80 كيلو متر تقريباً، ويحدها من الشمال والغرب محافظة ثادق، ومن الجنوب محافظتا الدرعية وضرماء، ومن الشرق العاصمة الرياض، وتبلغ مساحتها أكثر من 1480 كم2، وعدد سكانها يتجاوز 20.000 نسمة وتتبع محافظة حريملاء إلى إمارة منطقة الرياض كما تُسمى بمنطقة الشعيب ويتبع لها عددٌ من المراكز، وهي:
(ملهم، القرينة، البرة، دقلة، صلبوخ، غيانة، العويند، البويردة) ويرجع سبب تسميتها إلى كثرة نبات الحرمل في أوديتها، وتُعد محافظة حريملاء من المدن السعودية التي ترك بها التاريخ بصمة واضحة المعالم في شتى أرجائها، حيث وجدت فيها العديد من المتحجرات والأحافير بالإضافة إلى نقوش تاريخية قديمة متناثرة.
ومنذ عصر الجاهلية كانت حريملاء فسطاطاً لخيول زعيم اليمامة هوذة بن علي الحنفي الذي أرسل له رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه للإسلام، ثم مروراً بعصور إسلامية عدة حتى عصور الدول السعودية الثلاث ويظهر هذا بوضوح في معالم البلد الأثرية.. ومنها:
منزل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
يقع وسط البلدة القديمة - ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 1152 للهجرة وتأتي أهميته في تأسيس المرحلة الأولى من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خلال الأربع سنوات التي قضاها فيها، حيث انطلقت بعدها دعوته وانتشرت في العيينة والذي هدم مؤخراً.
مسجد قراشة
يُعد مسجد قراشة التاريخي منارة العلم ورائد الحركة العلمية في حريملاء، ويعود تاريخ بنائه إلى فترة الدولة السعودية الأولى خلال القرن الثاني عشر الهجري، أي منذ حوالي 300 عام حيث كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب يلقي فيه دروسه، وكان يتوافد عليه طلاب من مختلف مناطق ومدن المملكة وخارجها حتى أصبحوا يدرسون العلم الشرعي داخل وخارج المملكة.
تتابعت حلقات العلم في هذا المسجد، وخصوصاً في حياة الشيخ العلامة محمد بن ناصر المبارك - رحمه الله - (المتوفى عام 1333 للهجرة) حيث بلغت حريملاء أوج تطورها ونهضتها العلمية وتوافد طلاب العلم من كافة أرجاء الجزيرة العربية لتلقي العلم الشرعي بكافة فروعه وتخرج منه أعدادٌ كان لهم دور كبير في نشر العلم وتبديد ظلمات الجهل.
وقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإعادة ترميم المسجد بعد انهياره جراء تساقط الأمطار المتواصلة على حريملاء في عام 1436 هجري.
وتُعتبر مدينة حريملاء من المدن التاريخية العريقة والتي كان يتوفر فيها العديد من الآثار التي جرفتها السيول والعوامل البشرية من هدم ودفن، ومنها:
(قلعة حريملاء - حامي أبو ريشة - سور الحسيان - سور العقدة - سور ابن قاسم - سور الجماعة) والتي كان يتخللها عدد من الأبراج التي كانت حصناً منيعاً قامت بدور مهم للتصدي للأعداء.
تعرف محافظة حريملاء بمنطقة الشعيب، وهي منطقة زراعية لاعتدال جواها وخصوبة تربتها ووفرة المياه بها كما يجري فيها العديد من الأودية:
(الأبرق, الشريج الأيمن, الشريج الأوسط, والشعبة وأبا السدر).
بالإضافة إلى وأدي أبو قتادة والياطة والتي تتفرع منها عدة أودية وشعاب، منها:
(رميثة, صقورية, أبا الحمول) بامتداد حوالي 25 كم تنتهي في قمم جبال طويق المطلة على مركز البرة.
وأيضاً شعيب صلبوخ, شعيب عوشقة, شعيب المخّمر, شعيب دقلة، وروضة الخفس وغابة شعيب حريملاء التي تُعد متنفساً يقصدها المتنزهون من مختلف مناطق المملكة.
وحرص جلالة الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - على استمرار حمايته، كما أصدر أمره لأمير حريملاء آنذاك بأن تُعتبر محمية، وسُميت الحمى.
سد حريملاء
أُنشئ سد حريملاء في عام 1388 للهجرة، ويُعد أحد أقدم السدود بالمملكة العربية السعودية ويبلغ طوله 1250 متراً، ويستخدم لمواجهة السيول، كما يقوم بحفظ المياه عدة أشهر، ويساهم في زيادة منسوب المياه الجوفية وتبلغ سعته التخزينية 1.500.000 متر مكعب.
قطار الشعبة
يُعد قطار الشعبة من المعالم الطبيعية والتي لها طابعها الخاص وقت هطول الأمطار، كما يتوفر به الماء على مدار العام.
ومنذ أن نشأت حريملاء حتى دخلت تحت لواء الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - عام 1321 هجري نالت الكثير من الاهتمام، وفي ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي عهده، وحرص ومتابعة سمو أمير منطقة الرياض - حفظهم الله جميعاً - نجد أن هذه البلاد في تطور دائم متماشياً مع رؤية المملكة 2030 الصائبة.
مما أدى إلى استقطاب السكان فيها لتوفر الخدمات والمرافق الحكومية والصحية والتعليمية والعديد من الكليات الجامعية للبنين والبنات.