رقية سليمان الهويريني
أتلقى يوميًّا - كما يتلقى غيري - عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة الأنباء الزائفة والإشاعات المغرضة والقصص المفبركة.. وبعضها يكون هدفه الدعابة، وكثير منها للتشويش أو التحريض.. وأحتار كثيرًا لإيجاد وسيلة مناسبة لكبح تداول تلك الأخبار الكاذبة التي تعاني منها حتى الدول المتحضرة، لدرجة دفعت علماء في جامعة كامبريدج إلى السعي لتطوير «مصل» للوقاية منها؛ إذ طورت دراسة فريدة، تم إعدادها في الجامعة، تحوي أدوات سيكولوجية، يتوقعون أن تكون كفيلة باستهداف المحتويات الزائفة. ويصف البروفيسور ساندر فان دير ليندن من جامعة كامبريدج الأخبار الزائفة بأنها لزجة، وتنتشر وتنتقل كالفيروس.
وأجزم أن أنجع وسيلة لمحاربتها هو استمرار التوعية من خلال رفض الأخبار السلبية والكاذبة، وتفنيدها، ووقفها، وبذلك نساهم في رفع مستوى التفكير عند القراء، ويمكن من خلالها مساعدتهم على بناء المقاومة للمعلومات الزائفة، وزيادة المناعة النفسية، مع ضرورة تنبيه المرسل للإشاعة برفضك لها، وسعيك لمحاربتها، وعدم موافقتك عليها، وأن إرساله الإشاعات أو نشرها ما هو إلا استخفاف بعقلك واستهتار بفكرك، مع طلب التعاون معه على وقفها، والتماس مشاركته، والتكاتف معًا لمكافحتها.. وبالمران سيستطيع التعرف عليها ووقفها عنده فلا تنتشر.
إن مجتمعًا تنتشر به الإشاعات هو مجتمع مريض بفيروس الشك والريبة، ويحتاج إلى تطعيم بلقاح الوعي والثقة، وإن لم يستجب فلا بد من الطبابة والعلاج، فكن أنت الطبيب المداوي!