ثامر بن فهد السعيد
منذ عدة سنوات بدأت وكالات الأحوال في وزارة الداخلية تطبيق إدخال رقم سري مع أخذ البصمات بالتزامن مع بداية إصدار بطاقة الهوية الوطنية (الأحوال) التي تحمل شريحة ذكية، وقتها صادف أني كنت في إجراء تجديد الهوية ودار في مخيلتي وقتها ماذا لو كانت هذه الشريحة وسيلة للصرف الآلي أو للإعانة والضمان، ووقتها لم أعلم أننا سنتجه مع الوقت للوصول إلى آلية لإيصال الدعم المباشر إلى المواطنين بمشروع سمي «حساب المواطن».
منذ أبريل الماضي 2016م وقت تدشين رؤية المملكة 2030م شهدت المملكة وضع آلية عملها وخطتها المستقبلية لتقليص الاعتماد على الإيرادات النفطية وعلية تم إعادة هيكلة الرسوم وتمت إضافة رسوم جديدة ولعب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دورًا في الترويج لهذه الخطة في بداية الأمر كان ذلك ضمن زياراته سواء للولايات المتحدة الأمريكية أو للشرق الأقصى الآسيوي بغيت الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة والممكن استغلالها في المملكة ووجدت هذه الجولات قبولاً رخص على إثرها لعدد من الشركات العالمية الدخول للمملكة وهذه خطوة هيكلية أخرى تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القاعدة الاقتصادية في القطاعات المختلفة للمملكة.
جاء تخفيض الدعم في حزمته الأولى مباشرًا وآني التطبيق مصحوبًا بإلغاء لعدد من البدلات الحكومية وكذلك وقف للعلاوات السنوية للجهات الحكومية ما زاد من الضغوط بشكل أكبر على الأسر السعودية والمقيمين في المملكة العربية السعودية ولعل ما صدر في ميزانية المملكة الجديدة 2017 واعتماد برنامج التوازن المالي وجدوله الزمني يعني تصحيحًا لما وتفاديًا لتبعات التغيير المفاجئ والسريع الارتباط بهدف وجدول زمني يعد صورة أكثر واقعية.
بمصاحبة برنامج التوازن المالي أعلن عن إطلاق برنامج حساب المواطن الذي يهدف إلى تحويل الدعم من دعم مطلق إلى دعم مباشر يستهدف الأسر السعودية بحسب متوسطات الدخل الشهري للأسرة وفي هذا صيغة عادلة لإيصال الدعم للمستحقين من الأسر وأيضًا تقييد لهدر الموارد الحاصل حاليًا كما أنه سيتيح فرصة لحجم النفط المتاح للتصدير أو المباع بالأسعار السائدة على أقل تقدير فمن خلال هذا الحساب ستتمكن الأسر السعودية من تقليص أثر الدعم وارتفاع الأسعار على تكاليفه المعيشية وستتمكن الدولة من زيادة كفاءة استهلاك الطاقة.
تم بناء حسبة برنامج المواطن على عناصر ترتبط بشكل أو آخر بالطاقة الأساسية (النفط) حيث بني هذا البرنامج لتفادي التغير في أسعار الكهرباء، الماء، الوقود والطاقة التي يشير الجدول الزمني بأن أولى تطبيقات التغير فيها ستجري في شهر يوليو من عام 2017 وهي الانطلاقة لسلسلة من التغيرات السعرية حتى عام 2020 حيث نصل عندها إلى الأسعار المرجعية المرتبطة بأسعار استرشاد أو الأسعار المتداولة، هذه الربط سيجعل التغير في تكاليف هذه العناصر المشكلة لحساب المواطن مستمر وعليه يجب أن تتحلى معادلة قيمة الدعم المباشر بالمرونة وأن تدخل في عناصرها هذه المتغيرات من الأرقام ففي يوم ما قد يكون الدعم 1500 ريال قليلاً على الأسعار السائدة في وقتها، ولو عاد العالم وحصل أزمة كبيرة أخرى اقتصاديًا قد تكون الدعم ب1500 كثيرًا وقتها لذلك أهم ما يمكن فعله أن نجعل معادلة حساب المواطن مرنة وأنظمة البرنامج كذلك وآليات الدفع كذلك مرنة وتتقبل التغير في الأسعار والمدفوعات أيضًا.