فهد بن جليد
السؤال البديهي المطروح (ماذا سيُشاهدون)؟! وهو ذاته الذي طرحتهُ (بسذاجة مُبصِر) على مُنظم المخيَّم الأول للمكفوفين المقام في صحراء (عسيلان بالقصيم) خالد المشيقح المدير التنفيذي لجمعية العَوَّق البصري، الذي أجابني أننا نستهدف إيصال شعور التحلّيق لهم تماماً - كما يشعر به المُبصر - بمُساعدة نادي الطيران الشراعي، عندما يصطدمون بالهواء، ويحلِّقون في السماء، ويسمعون هدير مُحرِّك الطائرة، بل نحن نراهن بأن المكفوف لديه (خيال ومَلكة) ستجعله يستمتع بالأمر، ربما أفضل من بعض المُبصرين الذين يخشون خوض التجرِّبة! أجدُ نفسي ميال لمنح هذا التجمع الصحراوي (الأول) من نوعه للمكفوفين بالمملكة، والذي ينطلق صباح اليوم وحتى الثلاثاء المُقبل، لقب الفعالية (الأكثر إثارة) من بين مهرجانات الربيع هذا العام، فلك أن تتخيل كيف سيعيش 100 كفيف من مختلف المناطق السعودية في الصحراء بشكل جماعي لمُدة (4 أيام) متواصلة، يتعرفون خلالها على الحياة البرِّية الحقيقة، ويتخيلون أشكال وألوان الحيوانات التي يسمعون بها ولم يروها، من خلال لمس مجسمات ومنحوتات (الغزلان، الأسود، النمور، الفهود، الضباع.. وغيرها) المُنتشرة في المخيم، إضافة لمُمارستهم أنشطة رياضية وثقافية تنافسية ككرة القدم للمكفوفين (كرة الجرَس)، وبعض المهارات الخاصة، وتبادلهم التجارِّب الحياتية، وكيف نجح بعضهم في جعل الإعاقة (منحة) بدل أن تكون (محنة) في حياتهم العملية والأسرية؟ عندما تفوقوا على بعض أقرانهم المُبصرين؟!.
الرُّقي بأساليب (ترفيه) مثل هذ الفئات عمل إنساني جدير بالإحترام، يحق لنا الفخر بهذه التجرّبة الفريدة في منطقتنا، وتسليط الضوء عليها، كونها تدل على احترامنا للمكفوفين ومنحهم (كافة الحقوق) التي ضمنها لهم ديننا الإسلامي الحنيف، وأخلاقنا العربية الأصيلة، قبل أن تُطالب بها أو تحث عليها اتفاقيات وأنظمة الاتحادات العالمية للمكفوفين؟!.
هذه الفسحة الترفيهية للمكفوفين، وتحلِّيقهم فوق رؤوسنا في السماء هي خطوة في طريق تغيير نظرة بعض الناس (السلبية) تجاههم، وحصولهم على مزيد من (الحقوق البديهية) التي يقضي مُعظمهم حياته في البحث عنها، في مجتمعات قد ترفضهم، أو تشعر بالعار لمجرَّد (وجودهم)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.