«الجزيرة» - علي الوادعي:
كشفت دراسة (الإعلام الجديد في المجتمع السعودي، الواقع - التأثير - سبل التعامل) الصادرة عن معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك خالد أنَّ 89.5% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية هم من فئة الشباب (18- 35 سنة)، ضمن عينة عشوائية تم اختيارها إلكترونياً، بلغ حجمها 1388 فرداً من أفراد المجتمع السعودي من مرتادي وسائل التوصل الاجتماعي، 48% منهم رجال، و52% نساء.
وأوضح عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية الدكتور عبداللطيف الحديثي أن أهمية الدراسة تكمن في طبيعة الظاهرة التي تتناولها وتأثير ها في رسم ملامح السلوك الاجتماعي، والتي تنامت بشكل كبير ولافت للانتباه، خاصةً في أوساط الشباب والمراهقين، كما أن قلة الدراسات والبحوث التي تتناول هذه الظاهرة في المملكة زادتها أهمية.
وتهدف إلى معرفة واقع الإعلام الجديد ومدى استخدام وسائله في المجتمع السعودي، والتعرف على الفئات الأكثر استخداماً له، ومعرفة أهم الآثار السياسية والمخاطر الأمنية والتأثيرات الاجتماعية والأخلاقية والعقدية والصحية والتجارية والتسويقية، كما أنها تسعى إلى المساهمة في إرشاد المسؤولين ومتخذي القرار حيال هذا الموضوع، محاولةً وضع استراتيجية لمواجهة التأثيرات السلبية للإعلام الجديد وتدعيم الآثار الإيجابية على الأسرة والشباب والمجتمع السعودي .
الجدير بالذكر أنَّ 72% من العينة يتعاملون فقط من خلال الجوال الشخصي مع وسائل التواصل الاجتماعي، سواءً سناب شات أو فيسبوك أو تويتر أو وتساب وغيرها، بينما كان 7% يفضلون التفاعل مع وسائل التواصل خلال الفترة الصباحية، أوضح 38% أنهم يستخدمونها خارج أوقات العمل، أما 55% من العينة فذكروا أنهم يتفاعلون معها في جميع الأوقات بلا استثناء.
الدراسة بينت أنَّ 32.6% من العينة المبحوثة يقضون من 1.5 إلى 3 ساعات على وسائل التواصل يومياً، أما 46% يقضون من 3 إلى 5 ساعات يومياً، و20% منهم يقضون 5 ساعات فأكثر يومياً.
وعن نوعية المقاطع المفضلة لديهم، جاء في المقدمة المقاطع الفكاهية بنسبة 70.9%، ثم الدينية بـ45.2%، تلاها الإخبارية 40.7%.
وكانت أهم دوافع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى عينة الدراسة كالتالي:
1- الفراغ: وينتج عن سوء إدارة الوقت، وهو ما يجعل الفرد لا يحس بقيمته، ويبحث عن سبيل يشغل هذ الوقت من بينها وسائل التواصل الاجتماعي.
2 - الفضول: حيث تشكل مواقع التواصل الاجتماعي عالماً افتراضياً مليئاً بالأفكار والتقنيات المتجددة التي تحفز الفرد لتجريبها واستعمالها، سواء في حياته العلمية أو العملية.
3 - التعارف وتكوين الصداقات: فقد سهلت وسائل التواصل الاجتماعي تكوين الصداقات، فهي تجمع بين الصداقات الواقعية والافتراضية، وتوفر فرصة ربط علاقات بين أفراد من نفس المجتمع أو مجتمعات أخرى.
4 - البطالة: تعد البطالة من أهم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الفرد، والتي تدفعه لخلق حلول للخروج من هذه الوضعية التي يعيشها حتى وإن كانت هذه الحلول الافتراضية.
5 - المشاكل الأسرية: في حالة افتقاد الفرد للأمان والدفء الأسري ينتج لديه نوع من الاضطراب الاجتماعي الذي يجعله يبحث عن بديل لتعويض الحرمان الذي قد يظهر مثلاً في غياب دور الوالدين أو أحدهما بسبب التفكك الأسري أو مشاغل الحياة.
وأخيراً أوصت الدراسة بإنشاء مركز مستقل لرصد وتوصيف وتحليل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وإخضاعه للدراسة، لكشف اتجاهات الرأي العام، وأكدت على عقد دورات وورش عمل ولقاءات دورية لتوعية الشباب، للاستفادة من إيجابيات وسائل الإعلام الجديد وتلافي سلبياتها، وإضافةً إلى العديد من التوصيات التي تدعم التأثير الإيجابي لوسائل التواصل وتعزز الوقاية والتوعية.