بداية لا بد أن أوضح لأعزائي القراء بأن هذه المرة الثالثة التي أكتب فيها عن هذا الموضوع لعل وعسى أن نصل إلى حل يعود بالنفع على سكان مدينة الرياض وضيوفها.
علماً بأن كتابتي هذه المرة ستكون موجهة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير الرياض رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، فهو من بيده حل هذا الموضوع.
سمو الأمير، لا يخفى على سموكم تلك الاختناقات المرورية التي يعاني منها شريان العاصمة من الجنوب إلى (الشمال طريق الملك فهد بكلا الاتجاهين) وكذلك شريان العاصمة الآخر من الشرق إلى الغرب (طريق خريص أو ما يعرف بطريق مكة بكلا الاتجاهين) الوضع يا سمو الأمير لم يعد يطاق بسبب كثرة الازدحامات والاختناقات المرورية في هذين الطريقين، وتلك الاختناقات لا تقتصر على ساعات دخول وخروج الموظفين فقط، وإنما تمتد إلى درجة تخرج السائقين عن طورهم لمعظم ساعات اليوم.
سمو الأمير، تلك الاختناقات على هذين الطريقين تتسبب في هدر اقتصادي لأهالي وضيوف العاصمة بسبب طول ساعات الانتظار، كما تتسبب في تأخير الكثير من موظفي العاصمة عن أعمالهم، وكذلك التأثير النفسي والضغط والتوتر لمرتادي هذين الطريقين بشكل يومي، إضافة إلى ما يسبب ذلك من آثار صحية يتعرض لها قائدو المركبات من أمراض المفاصل والعمود الفقري بسبب المكوث لساعات طويلة يومياً في تلك الاختناقات.
سمو الأمير، فلعل سموكم يتكرم بتوجيه الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض بأن تقوم بدراسة مدى جدوى إنشاء دور ثاني (جسر) على امتداد طريق الملك فهد من الاتجاهين من أسواق عتيقة جنوباً حتى نادي الشباب شمالاً وكذلك على امتداد طريق مكة من طريق الأمير تركي الأول غرباً حتى تقاطع مستشفى الحرس الوطني شرقاً.
سمو الأمير، نحن لا نطالب أن يتم تمويل إنشاء تلك الجسور من خزينة الدولة، فمثل تلك المشاريع في جميع دول العالم يقوم بتمويلها وإنشائها واستثمارها لسنوات شركات القطاع الخاص، ويعلم سموكم أن الدولة - حفظها الله - أعلنت مؤخراً عن عزمها إنشاء جسر جديد يربط المملكة بالبحرين وذلك بسبب الازدحامات المرورية على الجسر الحالي الذي يربط بين البلدين، وأوضحت الدولة بأن القطاع الخاص هو الذي سيتولى تمويل وإنشاء وتشغيل الجسر الجديد عبر ما يعرف بعقود الـ(BOT).
سمو الأمير، من أراد أن يستخدم تلك الجسور يدفع رسوماً قليلة لعدد من السنوات يمكن خلالها للشركة المنفذة استرداد تكلفة إنشاء الجسور مع نسبة ربح يُتفق عليها، مع التأكيد بأن تكلفة إنشاء تلك الجسور لن يكون مكلفاً، فهي لن تحتاج نزع ملكيات، ولا تحتاج حفر في باطن الأرض كالأنفاق، ونرجو من سموكم الكريم البحث عن أفضل الشركات العالمية العملاقة المتخصصة في هذا المجال وتعميده إذا ما اقتنع سموكم والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالفكرة لإقامة هذه الجسور مع تحديد الفترة الزمنية التي يحتاج تنفيذها إنشاء تلك الجسور، والتي في اعتقادي لا يفترض أن تتجاوز 18 شهراً أو 24 شهراً على أكثر تقدير.
سمو الأمير، نعلم بأن هناك شبكة نقل عملاقة تقوم بها الدولة حالياً في عاصمتنا السعودية، ولكنني أجزم بأن الانعكاسات الإيجابية لإنشاء تلك الجسور ستكون كبيرة سواء على أهالي العاصمة وكذلك على اقتصادنا، ولن نخسر شيئاً إذا ما قامت الهيئة العليا بدراسة الجدوى من إقامة هذا المشروع.
Dralsaleh@yahoo.com