إن من سنن الله عز وجل أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئا إلا عيش الحياة الآخرة.
والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحاناً وابتلاء على صبرهم، فهنيئاً للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة والكبار والعظام له تأثير كبير على النفس، ونحن نفتقد اليوم زوجة الخال عبدالرحمن بن محمد العثمان منيرة أم فهد عن عمر يناهز خمسة وثمانين عاما وقد عانت من المرض جعله الله تكفيرا وطهورا ونورا لها يوم تلقى ربها مدة 11 سنة وهي تعاني من المرض.
نعم الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، لكننا ونحن نودع زوجة الخال عبدالرحمن بن محمد العثمان حيث انتقلت إلى رحمة الله يوم الأربعاء 13-4-1438هـ بعد معاناة طويلة مع المرض جعله الله لها تكفيرا وطهورا ونورا يوم تلقى ربها، وقد صلي عليها في مسجد الملك خالد بأم الحمام بالرياض بعد صلاة عصر يوم الخميس الموافق 14-4-1438هـ ودفنت في مقبرة الدرعية.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة النبيلة وهكذا كانت زوجة الخال عبدالرحمن طيب الله ثراها. فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا فقيدتنا الراحلة يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها،
أقول: إننا فقدنا امرأة عطوفة شفوقة بارة لا تعوض، وفقدنا إنسانة قلّ أن يجود الزمان بمثلها.. إنني مهما قلت وكتبت عن زوجة الخال عبدالرحمن فلن أوفيها جزءا يسيراً من حقها، إنها رمز للوفاء والشهامة والكرم ونبراس لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين وحبيبة مقربة من الناس وعاشقة لأعمال الخير لاتبحث عن سمعة أورياء تعمل الخير ولا تريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار امرأة متواضعة بشوشة حسنة الأخلاق والسيرة ويصدق عليها قول الشاعر:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى
معي وإذا ما لمته لمته وحدي
عاشت حياتها في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وكانت إنسانة متواضعة لطيفة وأخت للكبير وأم للصغير..
وهي المرأة التي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنها زوجة الخال الذي عرفتها دائما حكيمة كبيرة الهمة صريحة صدوقة.. نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة آل عثمان وأخص بالعزاء أبناءها الأستاذ فهد والأستاذ خالد والأستاذ محمد والأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن السويدان ابنها من الرضاع وأبناء الخال الأستاذ عبدالعزيز والأستاذ عبدالله والأستاذ تركي والأستاذ أحمد وبناتها الأستاذة جواهر والأستاذة حصة والأستاذة نهى وأخت زوجها الأستاذة منيرة بنت محمد العثمان وذويهم وجميع محبيها وجيرانها سائلين الله أن يلهمهم جميعا الصبر والسلوان ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته وعوض الجميع خيرا.. آمين
وإن الجميع على فراقك يا أم فهد لمحزونون
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان