فهد بن جليد
كانت زيارة النجمة الأمريكية (كيم كارديشان) لمركز المُعاقين في دبي ستمرُّ مرور الكرام بداية هذا الشهر، عندما تناقلها البعض عبر وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي وكأنَّها (فتح عظيم) ومِيزة جديدة (لدبي) قبلة السياحة العالمية، بعدما قامت (النجمة البالون) بالتقاط صور لها مع بعض الأطفال المُعاقين هناك وهم يرتدون (قمصاناً) تحمل صورتها.. ولكن بعض الصحف الإماراتية الشجاعة قدمت (درساً مجانياً) في كيفية ممارسة العمل الصحافي الرقيب على مؤسسات المجتمع المدني (كسلطة رابعة)!
وهنا أحييِّ الزميلين سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، والزميل الجميل والأنيق الكاتب المعروف عبدالله الشويخ، عندما انتصرا (لبراءة الأطفال) وللأخلاق الإسلامية والعربية والخليجية، ولفتا انتباه المجتمع والمسؤولين عن المركز أن استضافة (كارديشان) سقطة وغلطة، كونها (سيئة السمعة) وليست النموذج الإنساني المُنتظر إبرازه إعلامياً أمام شبابنا وشاباتنا، أو يُمكن أن يستفيد منه (المُعاقون ومركزهم)، خصوصاً أن تاريخها (الإباحي) وسبب (شهرتها) معروفان للجميع، وأنَّ ما حدث لا يعدو كونه استغلالاً (لبراءة الطفولة) من أجل تحسين صورة النجمة الهابطة، وكأنّها تقوم بأعمال إنسانية رغم أنها لا تحمل أي صفة أو منصب إنساني أو حتى مُجتمعي، بل إن الأطفال الذين يرتدون قمصانها ويبتسمون بجوارها عند التقاط الصور لا يعلمون من تكون؟ وأنها جاءت لتستغلهم، لا أن تُساعدهم أو تلفت الانتباه لهم ..إلخ؟!.
بعد سجال صحافي وتجاذب بين الغيّرة الوطنية والأخلاقية، والردود الإدارية والتبريرات للقائمين على المركز حول الهدف من استضافة (كارديشان) وفي أي خانة يمكن وضعها؟ وماذا سيستفيد المركز ومُعاقوه من شخصية جدلية إباحية مثلها؟ حسمت وزارة تنمية المجتمع الأمر مؤخراً, مؤكدة أنها تحقق في الموضوع، واصفة استضافة (كارديشان) في المركز بأنَّها (دون فائدة) للنزلاء، ومُخالفة كونها تمت دون ترخيص أو إذن مُسبق (بحسب ما نشرته الصحافة الإمارتية)..!.
ما أجمل أن تبقى صحافتنا الخليجية قوية ومؤثرة في مجتمعاتنا، كعنوان رقيب للحفاظ على العادات والتقاليد العربية والإسلامية، دون الانجراف خلف البريق الزائف لبعض الأخبار، وتمحيصها والتعليق عليها بحس وطني وإنساني، حتى لو كان بريق الفلاشات بنكهة (كارديشانية) هذه المرة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.