يوم الأربعاء الموافق 27-4-1438هـ شرفت كما شرف من حضر الاحتفال الكبير الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة تخريج الدفعة الواحدة والتسعين من طلبة كلية الملك فيصل الجوية، وبمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء الكلية، وفي هدا الاحتفال الرائع والمتميز شعرت بفرح كبير وفخر أكبر وأنا أرى هذا الإنجاز العسكري على مستوى قواتنا الجوية.
شباب المملكة الذين شاركوا في العرض الجوي الذي ضمَّ مواطنين من كل أطياف المجتمع وشرائحه المجتمعية، هؤلاء الشباب يقودون اليوم بكفاءة ومهارة عالية أحدث الطائرات المتقدمة، وهؤلاء الشباب الذين نفخر بهم هم من أبناء الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، وينضوون بنسيج اجتماعي فريد، كلٌ منهم وضع يده بيد الآخر، فتكونت هذه اللحمة الوطنية المتماسكة للدفاع عن هذه البلاد الغالية التي تضم أعظم بقاع الأرض الحرمين الشريفين.
وهذه الوحدة هي - في الحقيقة - الصخرة التي تحطمت وتتحطم عليها كل سهام الأعداء، وهي لم تأت من فراغ، لأنها مبنية على عقيدة التوحيد، وهذه الوحدة امتزجت خلف قيادة أمينة منذ توحيدها على يد جلالة الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-.
لقد شعرت وأنا أشاهد هذا الإنجاز الكبير، وهذا العرض الجوي المتميز كما شعر به غيري من الحاضرين بفخر، ومن قبل فقد كان فرح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كبيرًا وواضحًا وهو يرى ما أشرت إليه عن هذا الإنجاز العظيم الذي تميزت به قواتنا المسلحة والقوات الجوية بهذا الخصوص، وأن المنصف وهو ينظر إلى هذا التطور في قواتنا المسلحة، حيث يتدافع الأبطال البواسل متجهين إلى الثغور ليقفوا في وجه أعدائنا، ومن ثم تحقيق الانتصار تلو الانتصار ضد الحوثيين وأنصارهم. كما رأينا ورأى المواطنون مدى يقظة رجال أمننا يومًا بعد يوم وهم يتصدون لأهل الضلال، ويقضون على من أراد زعزعة الأمن، وقتل الأنفس البريئة، ويكشفون يومًا بعد يوم عن أوكار المنحرفين فكريًا وعقديًا.
في هذا الحفل الكبير عندما أدى الطلبة الخريجون القسم على كتاب الله، وبالتالي نتأمل أهمية هذا القسم، ندرك ارتباط هذه البلاد بكتاب الله، فقد سبق هذا القسم قوله تعالى {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}، ثم مفردات هذا القسم، وهي كلها تنطلق من منطلق عقدي صحيح، يقسمون على الدفاع عن البلاد، وعلى طاعة ولي الأمر ورؤسائهم في غير معصية الله، وبهذا المنهج السديد الموفق - بإذن الله - فلن نخشى من الأعداء على بلادنا مهما كانت قوتهم، بسبب ارتباطنا بالله وحده، ثم التزامنا بمنهج صحيح مبني على صحة المعتقد في حفظ جناب التوحيد، وعلى اتباع سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم، وعلى إقامة العدل من دون تفرقة.
جميلٌ هذا الإنجاز الذي شاهدناه لوطننا ولقواتنا المسلحة، وحق لنا الفخر والاعتزاز، وفي الوقت نفسه الثناء لله سبحانه وتعالى، ثم لولاة أمرنا، وندعو الله أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ينصر جنودنا ورجال أمننا، وأن يهدي ضال المسلمين.. والله من وراء القصد.
بقلم الشيخ/ عبدالعزيز بن صالح الحميد - رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض