يوسف المحيميد
كتبت ذات مرة عن هذا المركز الثقافي الضخم، بكل ما يشتمل عليه من قدرات وإمكانات متميزة ورائعة، لكنها للأسف غير مستغلة، بل المركز كله غير مستغل بشكل جيد، وقارنت ذلك بدار الأوبرا السلطانية، حتى إن المشرف على المركز الأستاذ محمد السيف هاتفني آنذاك، وتحدث عن صعوبات كثيرة، من بينها الصعوبات المالية، لعدم وجود مخصصات كافية لتشغيل المركز بانتظام طوال أيام السنة.
ومن يتابع الأنشطة الثقافية مؤخرًا يدرك أن ثمة تغييرًا في عمل المركز، من تنظيم معارض تشكيلية، وندوات ثقافية، وأمسيات غنائية وغيرها، مما جعله معروفًا لدى شرائح متعددة من المواطنين، لأنه قبل ذلك غير معروف لدى كثر، لسبب بسيط أنه لا ينظم فعاليات تمس الجمهور، كالمسرحيات والأمسيات الغنائية والسينمائية، فهي القادرة على جذب عديد من الناس على اختلاف ثقافاتهم واهتماماتهم.
كل ما أتمناه أن يصبح للمركز أجندة سنوية يتم توزيعها على نطاق واسع في جميع مدن المملكة، تضم المهرجانات والندوات والمسرحيات والمعارض التشكيلية والسهرات الموسيقية والسينمائية التي سيقوم بتنظيمها، ونشر هذه الأجندة في مختلف وسائل الإعلام التقليدي والجديد، لأن ما ينقص المركز أيضًا ضعف الجانب الإعلامي، فهو غير قادر على الترويج لفعالياته وأنشطته.
وما زلت كما في مقالي السابق، أتمنى على القائمين على المركز العمل على إنشاء مبانٍ جانبية في الساحة، ومطلَّة على الوادي، لتشغيل مقاهٍ ومطاعم، يمكن أن ترتادها العائلات في مختلف الأوقات، بعدما تطرح هذه المباني كمنافسة لمقرات مستأجرة لأكثر المقاهي شهرة، وذلك لكسب دخل جديد للمركز من جهة، ومن جهة أخرى تعويد الناس على ارتياد هذا المكان المتميز والمجهز لكافة الأنشطة الثقافية.
ولعل الخطوة القادمة للمركز بعد تنظيم أمسية نغمات ثقافية، التخطيط لدعوة فرق موسيقية تقدم أهم المقطوعات الموسيقية والأوركسترا لكبار الموسيقيين في العالم، فهذه المقطوعات تستطيع تطوير ذائقة الجمهور، لأن النغم ليس أغنيات محمد عبده وطلال وعبدالمجيد وراشد وغيرهم فحسب، وإنما تاريخ طويل، ولقرون عديدة، من أهم سمفونيات العالم.
أخيراً لا بد من الإشارة إلى دور الوزير واهتمامه بالحراك الثقافي والفني في المركز، وكذلك الأستاذ محمد السيف، والأستاذ إبراهيم الجابر وفريق الشباب العامل معه بنشاط في هذا المركز، فهم من يستطيع جعله يتنفس هواءً وثقافة وأدبًا وفنونًا، فلهم الشكر جميعًا على ما يبذلونه من جهود لافتة.