صيغة الشمري
لم أصدق عيني وأنا أقرأ خبر قيمة الغرامة التي فرضت للحد من تهريب القات والمتمثلة بـ12 ريالاً سعودياً عن كل كيلو (قات) يتم ضبطه مع المهربين، أردت أن أقاوم صدمة الخبر، شعرت بأن هناك خطأ في نقل الإعلاميين للخبر لأن ذلك يحدث كثيراً بين الإعلاميين وكثير من الجهات التي هي مصدر الخبر، نتيجة أن الإعلامي فهم التصريح خطأ أو لم يستطع المسؤول إيصال التصريح والمقصود منه بشكل واضح، بحثت عن تصحيح أو تكذيب للخبر فلم أجد مما جعلني أتيقن أن الخبر صحيح مائة بالمائة، الشيء الأكثر غرابة أو بالأحرى الأكثر (خرابة) أن الخبر لم يرد فيه الحديث عن عقوبات أخرى غير 12 ريالاً سعودياً فقط لا غير، معنى هذا الكلام بأنه لو تم القبض على مهرب معه طن كامل من القات يتم تغريمه بمبلغ اثني عشر ألف ريال، وإن فلت هذا الطن من القات من أجهزة الجمارك فسيجعل المهرب منافساً لبيل قيتس في الثراء وكثير من المواطنين منافسين لـ(اللمبي) في عدم التركيز، عدت مرة أخرى وثالثة للتأكد من المبلغ لعله يقصد غرامة 12 ألفاً للكيلو فربما سقطت أصفار الرقم، وعندما تأكدت من الرقم تمنيت أن الذي فرض الغرامة في الجمارك أن ينتقل للمرور ويضع غرامات ساهر والذي قرر غرامات ساهر ينتقل للجمارك، إن صدق الخبر فهي كارثة حقيقية يتم فيها التهاون مع المهربين في الغرامات، تهاون أو رأفة أرى أن المواطنين المخالفين لنظام ساهر أو غيره أحق بهذه الرأفة من مهربين للمخدرات، إنها غرامة مضحكة ستدفع بالمزيد من المهربين لتغيير نشاطهم الإجرامي من تهريب أنواع المخدرات الأخرى إلى تهريب القات لضمان ثراء سريع ولا يمثل خطراً حقيقياً على المهرب، وللأمانة فهذا لا يقلل من شأن مجهودات رجال الجمارك فهم -بعد الله- صمام أمان في منع تهريب الكثير والكثير من الممنوعات والمخدرات التي كانت ستفتك في أبناء المجتمع لو لم يمنعوها قبل دخولها بدقائق، ولكن يجب مراجعة هذه الغرامة المضحكة فهي دعوة غير مباشرة لامتهان تهريب القات، ما زلت غير مصدقة، يبدو أن هناك خطأ ما!