د. خيرية السقاف
من نعم الله على العامة في مجتمع الأطياف الكثيرة, أن يقيّض له نظاماً أمنياً محكماً, مدعماً بالوعي, والخبرة, والعلم, والعتاد,
ومن قبل وبعد بالعزم, والصدق, وطواعية الانتماء،
فالمنتمي يبذل بلا حساب, والصادق يتفانى بلا ترد, وذو العزم لا تغمض عينه عن واجب ولا عند مهمة..
وفي ضوء الأحداث الكثيرة, العديدة, التي لحقت بمجتمعنا منذ أول حادثة وضع الأمن يده عليها, وشارك الجميع بتفاصيلها, وما انبعجت بعدها عنه «بقشة» الماكرين بهذه البلاد في عمق الدار من غش, وسوء نوايا, وخطط تدمير, وأسلحة فتك, واغتيال, واستمالة, وغدر, وانتهاك, وتمزيق, وتفريق, واعتداء» في الخفاء وفي الظاهر, في داخل البيوت الآمنة, وفي الكهوف الموحشة, وعند المنعطفات السيابة, وبين الأب وابنه, والأم وفلذتها, والجار والصاحب, في المدرسة والشارع والمسجد والمصحة, بهدف تشطير لحمة هذا المجتمع, وتقويض بنيته, وبلوغ غاية إضعافه, وتمزيقه,.. مذ ذاك وما بعده..,
كان للأمن الوطني مواقفه الدائمة في تأكيد نعمة الله علينا بوجود نظام أمني محكم له من الخبرة ما يطمئن النائم، والسائر, والكبير, والصغير, والمقيم, والمسافر,
حيث أية ذرة من التراب, وندفة من الضباب, ونسمة من الهواء, وصدى من الصوت في أنحائه,
من السور عند الحدود, إلى السور في البيوت..
وحين يكون لهذا الجهاز الكبير بقياداته من هرمه لسفحه, برجاله من المرتبة الصغرى للكبرى, بشاراتهم الدالة على مسؤولياتهم, وأحجامها, بأسلحتهم, وأنواعها, في مواقعهم واختصاصها, فإنّ من اللائق أن نقول لهم شكراً بعمق الشكر لأنهم نعمة كبرى..
شكراً لحمايتنا, شكراً لأرواحكم على أكفكم من أجل أرواحنا,
لا بل من أجل خفقة فزع واحدة كيلا تتحرك في صدورنا..
شكراً لكم على الحدود , وداخل البلاد من الجنود..
ويبقى بسعة الحلم أن يكون الكاتب جندياً ذكياً مسانداً, والمعلم جندياً بانياً, والإعلامي جندياً أميناً وصادقاً, بل كل طيف إنسان على أرض هذا الوطن جندياً في مهمة لهذا الوطن..
الجميع يتنفس صدقاً, وإخلاصاً وعزيمة, وانتماءً, فهو الجندي المؤازر لرجال الأمن
تصبح تلك النعمة عامة وكلِّية,
ويصبح الأمن منظومة بحجم الأفراد وأنفاسهم النابضة..
فنسأل الله أن يتمها على هذا الوطن..
وأن يوفق كل جندي مخلص ويحفظه.