سعد الدوسري
أشار الكثير من المحللين السياسيين أن مرحلة النُخب ولّتْ إلى غير رجعة، لأن الشعوب لم تعد تثق بها، لكونها تقدم الوعود لكنها لا تفي بها. والأدهى من ذلك، أنها بدل أن تحارب منظومة الفساد، فإنها تنخرط فيها. هذا ما حدث ويحدث اليوم في الغرب، وما وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض إلا تأكيداً على هذا التحليل. فمن كان يصدق أن هذا المرشح المثير للجدل، سيهاجم الجمهوريين الذين رشحوه، وسيهزم الديموقراطيين في عقر دارهم؟!.
زاويتي القصيرة هذه لا تميل للشأن السياسي، لكن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، من نهاية مرحلة النخب، كان قد حدث في مجتمعات عربية كثيرة. لقد سأم الناس من التنظير ومن الآراء المعلّبة ومن الرؤى التي لا تتحقق. سئِموا من مشاهدة النخبويين وهم يحققون مكتسباتهم الشخصية، في حين لا يتحقق للبسطاء سوى الحسرة والشقاء وضيق الحال. ملّوا من متابعة الرياء والنفاق على حساب متطلباتهم. تعبوا من حمل هؤلاء النخبويين على أكتافهم، ليصلوا على حسابهم وعلى حساب حقوقهم التي ظنوا أن ثمة من سيطالب بها بالنيابة عنهم.
هل نلوم الفرد المسحوق، حين يفقد ثقته في النخب الاقتصادية والفكرية والإعلامية والنخب التي تستغل الدين لمصالحها الشخصية؟!
لقد طالت مرحلة التزييف، وخَلَتْ مخرجاتها من أي نفع عام، وسقطت في النهاية أقنعة معظم الذين ظلوا يخدعون العامّة بارتداء ثياب المصلحة العامة للمواطن!.