يوسف بن محمد العتيق
في البداية جملة (لكل من اسمه نصيب) ليست حديثا نبويا، وإن روتها بعض المصادر على أنها حديث نبوي فهذا ليس صحيحا عند المختصين بالحديث النبوي، إضافة إلى ذلك فهذه الجملة ليست صحيحة على إطلاقها، فهناك من يكون اسمه مغايرا لواقعه، والشواهد كثيرة على ذلك.
ومن القصص الطريفة التي تروى في هذا المجال، وهناك نقاش في درجة ثبوتها أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- قَالَ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ جَمْرَةُ، قَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ: ابن من؟ قَالَ: ابن الْحُرَقَةِ، قَالَ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: بِحَرَّةِ النَّارِ، قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ لَظًى، قَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا.
فهذا الرجل اسمه مرتبط بالنار والحريق فكان له من اسمه نصيب.
وقصة طريفة أخرى تروى حيث سئل بعض العرب عن اسمه؟ فقال: بَحْر، قال: ابن من؟ قال: ابن فَيَّاض، فقال: ما كنيتك؟ فقال: أبو النَّدَى، فقال: لا ينبغي لأحد لِقَائك إلا في زَوْرَق
وبغض النظر عن صحة هذه القصص إلا أن تراثنا حافل بأهمية التسمية المناسبة للطفل، وفي بعض كتب التراث تناقش موضوعات تسمية المولود.
وقبل ذلك في النصوص الشرعية اهتمام بالاسم وبخاصة إذا كان له مدلول غير مناسب أو سيء.
كل هذه العوامل تؤكد جانيا مهما في تراثنا، وهو أن الاسم مهم جدا في الدلالة على المضمون، وقد يكون الاسم من العوامل النفسية لدى صاحبها ليكون عند تطلعات من سماه بهذا الاسم.
لأجل هذا وذاك فلنفكر في من نمنحهم الأسماء التي ستلازمهم طول حياتهم.