لا شك أننا كنا ومنذ زمن في حاجة إلى رؤية لواقعنا الوطني واستشراف مستقبله تحثنا على صناعة تحول حقيقي في وطننا في كافة المجالات بما فيها النمط والسلوك الجمعي في الفكر والأداء، وبفضل من الله تحقق لنا ذلك وبدأ التنفيذ وهنا أضع بعض المقترحات الهادفة لتفعيل وتنشيط الحس الوطني وهو فاعل ونشط بطبيعة الحال.
إن التضرر مولد للتذمر وأن التذمر معطل للخطى ومربك للمسار، وحين تم إعادة ضبط المصروفات لا شك أن هذا أمر ضروري ومهم لتحقيق التحول الحقيقي المثمر، بيد أن المسافة بين الاستحقاق والتضرر واضح وملموس وبالتالي فقد ظهر مؤخراً العزم في حماية أصحاب الدخل المتوسط والضعيف بأمل أن نصل إلى يوم لا نجد حاجة لهذه الدعوم التي هي في الحقيقة مؤشر على خلل في البنية الاقتصادية والاجتماعية والتي تتطلب من خارطة التحول أن تعالجها وتنهيها.
في حالات الارتباك الاقتصادي تنحى بعض الدول إلى إصدار بطاقات تموين لمواطنيها من ذوي الدخل المتواضع لتعينهم على تحمل ضغط الصرف الحكومي وانكماش إيرادات الموازنة وهو أي الإعانة أو الدعم أمر غاية في الأهمية لنجاح المعالجة وتحقيق نتائج إيجابية بتحويل الضرر إلى منافع تجنب المجتمع والوطن من نشؤ الاضطرار للجريمة واسترخاص القيم الاجتماعية وانخفاض الحس الوطني والبحث عن سد الحاجة حتى بالأفكار الهدامة والسيئة، لكن صناعة الدعم والإعانة كي تكون أكثر فعالية تحتاج إلى ذكاء يصنع منها تحول محسوس وملموس وحقيقي في المجتمع والاقتصاد، وعلى هذا الأساس أقترح ما يلي:
1 - بطاقة تمويل محروقات للمواطن السعودي بقيمة (250) لتر بنزين شهرياً بسعر مخفض وما زاد عنها يدفع بسعر السوق.
2 - إصدار بطاقة تخفيض للمواد الأساسية للمواطن السعودي بحد ائتماني قدره (1000) ريال للأسواق التي تشارك في برنامج للدعم يتم إصداره لتشجيع القطاع الخاص في هذا النشاط والاستفادة منه إن أمكن بنسبة تخفيض تعين وتساعد.
3 - وضع الاعتبار في فاتورة الماء والكهرباء على مساحة السكن وعدد أفراد الأسرة السعودية بإثبات إقامتهم أو من خلال الراتب الشهري للدعم بحجم استهلاك محدد شهرياً وما زاد عن ذلك يكون بالسعر العادي.
4 - دعم المشاريع الصغيرة للسعوديين بتخفيض أو حتى إلغاء الرسوم لفترة زمنية محددة.
5 - تخفيض رسوم الخدمات من البلديات والجوازات والمرور وما يماثلها للمواطن السعودي من ذوي الدخول الضعيفة ولنقل ما يقل عن (7000) ريال شهري.
إن هذا الدعم لابن الوطن هو في جانب آخر دعم للرصيد الوطني وإعلاء للحس الوطني وفي جانب آخر هو حق مشروع للاستفادة من إقامة الضيوف العاملين لدينا من جميع الجنسيات كما أنه يدعم خارطة التحول دون ضرر بمستويات الدخل المتدني وهي النسبة الأعظم من كل شعب في كل دولة بما يحقق مساراً سليماً بأقل درجات الإرباك والتعطيل ليؤمن فرص النجاح وسرعته، ولا شك أن هناك مفاصل أخرى كثيرة في حياة المواطن السعودي يستحسن دعمها بطريقة تنافسية لقطاعات أخرى في صورة ترسم لوحة من التعاون البناء بين الحكومة والتجار لصالح المواطن بشكل يعود على التاجر أيضاً بالفائدة ويحفز السوق على صناعة تجارة السوق المخفضة بشكل حقيقي.
إن العناية بالمواطن ابن الوطن وتمييزه بالدعم والتخفيض عن ضيوفنا الذين قدموا لمعاونتنا في البناء مقابل الكسب المادي المشروع هو عمل وطني يزيد من قوة الحس الوطني ويحقق عدل وإنصاف في عراك النمو والتنمية، فالقادم للعمل هو في الحقيقة قادر ومؤهل ومستعد ومهيأ في حين إن من المواطنين من هم غير قادرين ولا مؤهلين ولا مستعدين ولا مهيئين لأمور ليس في هذه السطور متسع لذكرها، فكل مجتمع في هذا العالم يختزن من المعوقات الكثير ولكن بالرسم والتخطيط العادل والمنصف والسليم ترقى وتصعد.