أحمد محمد الطويان
دور الإعلام أكبر من أن يجعلك «تعرف»، دوره الأعمق أن «تعلم»، وعندما تعلم فإنك ستعرف وتفهم. المهم أن تفهم بعد المعرفة، والأهم أن تدرك، والمأمول أن يقودك الفهم والإدراك إلى سلوك يتوافق مع ما فهمته وأدركته.
ولأننا في زمن الاتصال بأدواته الجديدة، ومقوماته الحديثة، ورسائله المبتكرة، يجب أن نطوع كل هذه الأدوات والمقومات لخدمة أهدافنا. الخبر الجيد أنه أصبح لنا أهداف نسعى لتحقيقها، حكومة وشعباً، عندما أمر الملك سلمان - حفظه الله - بإقرار رؤية السعودية 2030 ليعمل الجميع لتحقيق أهدافها، وإنها ستكون لصالح الوطن والمواطن. وهذه الرؤية تنموية في شكلها، واقتصادية في مضمونها، واجتماعية في تطبيقاتها، وإيصالها لكل فئات المجتمع يحتاج إلى إعلام تنموي، يعمل على أنسنة الأرقام، وتقريب الأهداف إلى الشارع، الشارع الذي يضم خريج هارفارد ومن لا يعرف القراءة والكتابة.
نحن أمام التحدي الكبير الذي تخوضه كل مؤسسات بلادنا، هذا التحدي يرفع إنتاجية القطاعين العام والخاص، ويبشر بمستقبل أكثر إشراقاً مما نعتقد، فالرؤية السعودية التي يقودها سمو ولي ولي العهد - حفظه الله - تستهدف الإنسان، ووجدت من أجله، وستدفع عجلة التنمية، ليشارك بها الجميع ويستفيد منها الجميع.
خاض وطننا معركة التنمية مرتين، الأولى كانت الانطلاقة الأولى في البنية الأولى للحكومة ومؤسساتها، وفي التركيز على التعليم والتأهيل، والمعركة الثانية في بداية السبعينات عندما قررت الحكومة أن تعصرن نفسها شكلاً ومضموناً، واستفادت من الوفرة المالية، ومن الأيدي المؤهلة،، اليوم نحن في المعركة التنموية الأهم والأوسع والأكثر إثارة، وخضناها في الوقت المناسب وبالقيادة الأكثر إدراكاً ووعياً بالواقع والمأمول، وبالأدوات التي تجعلنا أكثر قرباً من تحقيق الأهداف.
«ما نيل المطالب بالتمني» يقولها كثيرون، ولكن بلا تمنٍ وأمنيات ورغبات صادقة، لن تتحقق المطالب، ولن نصل أهدافنا، وجود الأهداف دائماً يختصر نصف المسافة، والتنفيذ هو الأساس، وتدور آلاته في ورشة عمل حكومية هي الأضخم والأكثر إنتاجية في تاريخ وطننا.
على إعلامنا مسؤولية كبيرة، فلا حاجة إلى تجميل الجميل، والذي يستغرق كثيراً من الوقت، لدينا المنتج الرائع الذي يحتاج فقط إلى من يسوقه ويقدمه للناس لتفهم، وتدرك، وتعلم.
حفظ الله وطناً ينظر إلى الغد بهمة وعزيمة، وبأمل لا ينقطع، ويعمل بروح الشباب وعقلهم لتبقى هذه الأرض مصدر النور للعقول والقلوب، وملهمة في الإبداع والنمو.. وبكرة أجمل.