سعد الدوسري
هل يحق لي أن أمنعك من ممارسة ما لا أحب، أو هل يحق لي أن أجبرك على ممارسة ما أحب؟! قد لا تحب الرحلات البرية، هل أجبرك على مرافقتنا لمخيم في الصمان؟! قد تكون ممن يعانون من دوار البحر، هل أرغمك على مشاركتنا في رحلة صيد أسماك، على قارب شراعي؟! أنت تكره المعجنات، هل أقدم لك المكرونة؟! أو تحب الخضروات، فأحرمك منها؟!
لماذا هناك حديّة لدى البعض في قبول الخيارات التي يتخذها غيرهم؟! لماذا حين لا يميلون لنشاط ما، يحذرون الآخرين منه، ويلومونهم على ممارسته؟! لماذا لا يدَعون الناس يتخذون خياراتهم، ويجعلونهم يتحملون مسؤولية هذا الخيار؟! نحن هنا نتحدث عن خيارات لا تتعارض مع ما هو مسموح به رسمياً، نتحدث عن حضور فعاليات لا تخالف الأنظمة المعمول بها؛ لماذا كل هذا الاختلاف حولها؟! لماذا نجعل من يحضرها أو يشارك بها في دائرة من يمارس عملاً خارجاً عن كل القيم؟!
في كل مجتمعات العالم، هناك من يحب حضور فعاليات جماهيرية، وهناك من لا يحب. لكنهم يجتمعون في نهاية اليوم، ويتبادلون الأحاديث، ويحفظون لبعضهم بعضاً الود والمحبة والاحترام؛ لا تشنج، لا تصنيفات، لا إخراج من دائرة القيم، لا سباب وشتائم، سواءً من الطرف الأول أم من الطرف الثاني. علينا أن نحترم رغبات الطرفين، وأن يحترم كل منهما الآخر.