سمر المقرن
مفارقة مؤلمة حد الوجع، ما بين تعيين سيدة لبنانية في منصب قيادي بالشؤون الإعلامية في الخطوط السعودية، وما بين التغريدات التي نشرها الزميل «بسام فتيني» على صفحته بتويتر، والتي يروي فيها قصة رجل ذي كفاءة - سعودي الجنسية - تم استقطابه عام 2015م، بطريقة غريبة من البداية، حيث تم تقديم عرض كبير له من الشؤون الإعلامية، مما جعله وبشكل طبيعي يستقيل من عمله لينضم إلى هذه المؤسسة العريقة، وكما يروي فتيني في تغريداته: أنه وبعد عام من العمل والتطوير الإعلامي تم الاستغناء عن خدماته بحجة أنّ العقد مدته عام، مع أنه حصل على وعود «شفهية» بأنّ العقد سيتم تجديده، لكن هذا الرجل السعودي وللأسف تورط ورطة كبيرة فهو لم يعلم أنّ مدة العقد عام واحد إلا بعد استقالته من عمله، وكان على أمل بأنّ التطوير الكبير الذي قام به خلال مدة عمله سيكون شفيعاً لبقائه، لكن أتت السيدة اللبنانية لتأخذ مكانه ومكان غيره.
كنّا لسنوات طويلة نطالب ونناشد بتوظيف السعوديات في الخطوط السعودية، وأن يدخل العنصر النسائي إلى هذه المؤسسة، وبالفعل بدأ توظيف الفتيات على وظائف صغيرة وخلف جدران المكاتب، وعندما دخل العنصر النسائي القيادي في الخطوط السعودية دخل من بوابة «تكرم عينك» ونوافذ «يا دللي»..! مع العلم أنني لست ضد توظيف غير السعوديين في أي قطاع ما داموا يمتلكون الكفاءة العالية وندرة التخصص، لكن في هذا التخصص بالذات الذي تم توظيف «تئبرني» عليه هناك عدد كبير من الكفاءات السعودية نساءً ورجالاً وهم أولى بهذا المكان وهذا المنصب وهذا الراتب، ولدينا عقول إعلامية أقوى بكثير من أن تزاح بحجة العقدة اللبنانية!
من خلال متابعتي للعمل الإعلامي الخاص بالخطوط السعودية، كنت وما زلت مؤمنة بضعف هذا الجانب خصوصاً في السنوات الأخيرة، ولعل المتابع العادي من غير أصحاب التخصص قد يلحظ بالعين المجردة هزل المجلة الخاصة بهم في الطائرة، هذا عدا الخطاب الإعلامي الركيك الذي يتصدّر الوسائل الإعلامية، وهذا كلّه ولمعالجته بحاجة إلى عمل عميق وجهد كبير لتتمكن الخطوط السعودية من ردم هذه الفجوة الكبيرة، وهي بحاجة إلى تطوير العقل الإعلامي الذي يدير خطابها ومطبوعاتها، فهل كل هذا ستعالجه اللبنانية؟ لا أتوقع..!