انعكست طفولته البائسة و تفاصيل عيشه المكتئب والغريب أحيانا على كلّ حرف وضعه في أعماله الأدبية الخالدة؛ ليتحرّك توقيعه على قصيدة الغراب؛ ليحلّق بجناحي الغموض والسوداوية في ذاكرة الأدب العالمي، ولا يزال (قطّهُ الأسود) الذي أطلقه في القرن التاسع عشر ملهما للعديد من الأفلام والروايات والدراسات الأكاديمية الجادة في حقول معرفية أخرى كعلم النفس؛ ليفتح طريقا معرفيا للإسهام في سبر أغوار الكوابيس والرعب وتأثيراتها على النفس الإنسانية.
منح القبلة لهذه الحياة بأعماله الأدبية الحالمة وغادرها بسنّ الأربعين وكأنما حياته (حلم داخل حلم):
« إليك بهذه القبلة على الجبين..
وإذ أفترق عنك الآن،
دعيني أعترف -
لستِ على خطأ إذ ترين
أن أيامي كانت حلماً؛
ومع هذا، فإن كان الأمل قد طار بعيداً
سواء في ليل، أو في نهار،
سواء في حلم، أو بدون حلم،
فهل يكون قد ابتعد بدرجة أقل؟
إن كل ما نراه أو يتراءى لنا
ما هو إلا حلم داخل حلم ..»
إمضاء الشاعر و الكاتب الأمريكي إدغار آلان بو (1809م-1849م) : تحرّك على أوراق الغموض والألغاز؛ ليحيا بفصول الإجابات المحتملة في كتاب الأدب العالمي!
- حمد الدريهم