سعيد الدحية الزهراني
الفعل إرادة واعية بالأهداف وجادة في الإنجاز بعيداً عن ضجيج الافتعال.. وهذا ما جسّده تماماً الأستاذ محمد السيف منذ أن تولى قيادة مركز الملك فهد الثقافي الذي لم يكن أكثر من مكان تقيم فيه الجهات فعالياتها.. رغم جلال مفردة الثقافة بواجباتها وحقوقها.. التي تضمنها اسمه وغاب تفعيلها عنه..
أقف في هذا الظل أمام فعاليتين ضمن البرنامج الثقافي الشامل الذي أقره المركز واستهل تنفيذه من أواخر العام المنصرم بجملة من الفعاليات؛ مثل ليالي الرواية السعودية، ومسابقة الفيلم السعودي، وندوات تكريم الرموز الثقافية.. وقريباً المسرح السعودي، والشعر النبطي، والمرأة السعودية وغيرها من الإشراقات التي تميّزت بشكل الأداء الجاذب بعيداً عن الأنماط التقليدية المملة..
الفعاليتان اللتان عنيتهما قبلاً هما ما حفل به المركز -مؤخراً-؛ الأولى جلسات السيناريو التي شكّلت دورة تعريفية تدريبية لنحو 60 شاباً وشابة.. أما الثانية فهي (نغمات ثقافية) التي ألهبت بفنانيها ومبدعيها وحضورها من الشباب والشابات ليالي الرياض الباردة.. وكشفت عن مدى تعطش أرواح الأجيال لمطر الفن.. حين أعلن المركز عن اكتمال الطاقة الاستيعابية للقاعة الكبرى بالمركز (سعتها 3 آلاف مقعد) منذ وقت مبكّر عشية الخميس الأول الذي صنع للإجازة معناها المستلب وطعمها المستعاد..
الجميل الأميز في المركز وقائده أنهما يعملان بصمت نبيل ويصنعان فعلاً جمالياً حقيقياً ملموساً وجادًّا ومؤثراً.. في حين تمخض آخرون فأنجبوا -بعد سنوات- سياسة تقشف وخطة تحول بوربوينتية وكلاماً كثيراً لا أثر له ولا قيمة..
* الآن أصبح لاسم مركز الملك فهد الثقافي.. صفة.