عبدالحفيظ الشمري
يحتفي العالم يوم السبت القادم، الحادي عشر من فبراير بـ»اليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم» وهو اليوم الذي يحق لنا أن نتأمل من خلاله الأنشطة النسوية؛ وما تواجهه من تحديات؛ في مجال البرامج العلمية، وندرة تفاعلها مع ما يطرح من مشاريع مهمة وحيوية.
وتشير الكثير من الدراسات والتقارير الخاصة في برامج هيئات الأمم المتحدة في مجالات التقنية والعلوم والمعارف؛ حيث تؤكد على أن نشاط المرأة في هذه المجالات العلمية قد لا يتجاوز 6 في المائة من حجم الناتج العالمي في مجالات العلوم، والتقنية، والاختراعات، والصناعات الدقيقة، وعلوم الرياضيات.
وحينما استشعرت هذه المؤسسات والهيئات أن المرأة بعيدة عن هذه التخصصات إلا فيما يتعلق بالجوانب النظرية، فقد أسهمت جميعها في انطلاقة مشاريع التنمية المستدامة التي تهدف إلى خلق بيئة علمية لدى المرأة في العالم من أجل أن ترفع نسبة المشاركة في الجانب العملي، من اجل أن يكون عام 2030م هو المؤشر القوي على أن المرأة قد انخرطت في مجالات كثيرة، يدخل فيها الجانب العلمي حيزاً واسعاً؛ من أجل تحقيق هذه الأهداف الحضارية والإنسانية.
ويُعقد الأمل كثيراً في مجال العلوم التقنية على الجيل الجديد من الطالبات والمتدربات في الدول النامية على وجه التحديد، حيث يؤكد مشروع الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بأن الخطوات جادة، والعمل متواصل على رفع هذه النسبة لدخول المرأة مجال العلوم والتقنية؛ على نحو ما سعت إليه «الصين» هذه الأعوام حيث تعد هي البؤرة التي يمكن للمرأة أن تخوض فيها تجربة البحث العلمي، وتؤصل له، وتطبقه بشكل مهني مناسب. يعزز قدرات المرأة ويكفل لها حياة وظيفية ومعيشية مناسبة.
ففي مثل هذا اليوم العالمي تطالب المنظمات واللجان المحلية والإقليمية بأن يتم إشراك المرأة في مجال البحوث والعلوم والاختراعات، والدراسات العلمية والتطبيقية والتقنية والتعليم المهني لأنه سيحقق أهداف التنمية، وقد لمس العالم قبل أعوام قليلة تميزت عدد من الطالبات في مجال العلوم والرياضيات، حيث نالت أكثر من طالبة قصب السبق والجوائز العالمية في مجالات العلوم والرياضيات، مما يؤكد أن الفرصة لا تزال قائمة لكي ترتفع نسبة المشاركة للمرأة في المجال العلمي لا سيما ما هو متعلق بمجال البحوث والدراسات، ومن ثم الصناعات، والمشاركة الفاعلة في بناء العمل التقني المناسب.
ومن المهم أن نتذكر في هذا اليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم أن يكون هناك المزيد من الاهتمام - من قبل الدول والمجتمعات - بأولويات هذه الرسالة؛ وهي السعي إلى تخفيف التوتر والقلق لدى المرأة جراء الحروب، والنزاعات، والفقر، والمجاعة، مع أهمية وضرورة توفير أسباب الحياة الكريمة والمناسبة كالصحة والغذاء والتعليم من أجل أن تحقق المرأة انطلاقتها نحو المعارف والعلوم.