«الجزيرة» - واس:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر اليمامة بالرياض أمس ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة « الجنادرية 31» من الأدباء والمفكرين. وبدئ حفل الاستقبال بآيات من الذكر الحكيم . وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- أيده الله - خلال الاستقبال الكلمة التالية : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ضيوفنا الكرام أيها الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ـ يسرني أن أرحب بكم ضيوفاً على المملكة العربية السعودية، وضيوفاً على المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الحادية والثلاثين من المفكرين والأدباء ورجال الإعلام من الدول الشقيقة والصديقة الذين وفدوا إلى بلدهم الثاني ليسهموا مع مثقفي المملكة وأدبائها في إثراء البرنامج الثقافي للمهرجان.
إن هذا المهرجان معلم إشعاع ثقافي سعودي يجمع أبناء الوطن ومناطقه بتنوع تراثها وفنونها في صورة حضارية تعزز قيم الارتباط والوطنية والانتماء، وإن الحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا من أوجب واجباتنا، ومكانة كل أمة تقاس بمقدار اعتزازها بقيمها وهويتها، وهذا هو النهج الذي سار عليه قادة هذه البلاد المباركة بالاحتفاء بالعلم والعلماء. نسأل الله أن يديم على وطننا أمنه وعزه ورخاءه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقى الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي الدكتور محمد بشاري كلمة ضيوف المهرجان رفع فيها أصالة عن نفسه ونيابة عن العلماء والأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والباحثين المشاركين في الجنادرية الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لما يقدمه من أياد بيضاء طولى للأمة الإسلامية في كل الأنحاء والأرجاء خدمة للثقافة الإسلامية الأصيلة والدعوة القويمة الجليلة. وقال : إن هذه المناسبة الثقافية والفكرية والإبداعية العظيمة تتلاقى فيها الأفكار وتتوحد الجهود وتذوب المسافات ويتحقق التعارف الحق بين الشعوب والقبائل تحت رايتكم الخضراء ورعايتكم السمحاء للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الحادي والثلاثين مرسخا هذا التقليد الكبير حفاظا على نهج سلفكم - رحمه الله - واستمرارا لهذا العرس الثقافي الحضاري التراثي الإنساني.
ثم ألقى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي كلمة الشخصيت المكرمة في المهرجان عبر فيها عن اعتزازه واعتزاز معالي الدكتور أحمد محمد علي والأستاذة صفية بن زقر بتكريمهم بوسام الملك عبدالعزيز الذي توشحت سيرته بحب المعارف ورعاية العلماء وصحبة المثقفين.
وقال: إننا مع بالغ الاعتزاز بأوسمة التكريم ، نؤمن بأن التكريم الأبلغ هو في الانتماء إلى وطن شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين مهبط الوحي وقبلة المسلمين وموطن الحضارات.
ودعا الله أن يرحم الشهداء الذين افتدوا بدمائهم هذا الكيان وتأسيسه ووحدته وأن يحفظ الجنود البواسل الذين يحمون بعد الله مقدسات الأمة وثغور الوطن وأن يكلأهم برعايته ويسبغ على الأمتين العربية والإسلامية أكاليل الأمن والرفعة. وفي ختام حفل الاستقبال صافح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ضيوف الجنادرية 31 . بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء مع خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - .
حضر الاستقبال والمأدبة صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد المستشار بالديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان المستشار بالديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز .
ألقى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أحد المكرمين في الجنادرية (31) كلمة نيابة عن المكرمين فيما يلي نصها:
خادم الحرمين الشريفين،
رحم الله أسلافكم الكرام، الذين حافظوا على الإرث التاريخي لروضة الجنادرية، يوم كانت مع التنهات والخفس وخريم، مرابعَ أثيرةً في نفوس أجدادكم ووالدكم، شهدت لقاءات الوفود والضيوف، وتحرير المخاطبات، وعقد الاتفاقيّات والمعاهدات والمحادثات السياسية، وظلّت فياضاً تقص للأجيال روايات مشرقة للرجولة والفروسية والشهامة العربية، وغدراناً تقلّب صحائف متوهّجةً من تاريخ الجزيرة وتراثها وثقافتها وحضارتها، ومهرجانات معطّرةً بعبق الماضي، تستعيد سِير الآباء والأجداد، الذين صابروا كدر ظروف التأسيس والبناء، فبذروا لنا غراس العزّة والتمكين، حتى صارت الجزيرة العربية غُـرّةً في جبين العلوم والثقافة والإبداع، بعد عصور من التخلّف والظلام.
خادم الحرمين الشريفين
أنابني الأخ الدكتور أحمد محمد علي والأخت الأستاذة صفيّة بنت سعيد بن زقر للتعبير عن خالص اعتزازنا، بقلائد الوطن الغالي، تأتي متوّجةً باسم المؤسس العظيم، يُـقلّدها زعيم توشّحت سيرته بحبّ المعارف، وبرعاية العلماء، وصحبة المثقفين، وإننا مع هذا الاعتزاز البالغ، نؤمن بأن التكريم الأبلغ هو في الانتماء إلى وطن، شرّفه الله بخدمة الحرمين الشريفين، مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وموطن الحضارات، وإن هذا التكريم يا طويل العمر، أوسع من مقاسنا، فما نحن إِلَّا شداة معرفة، لا يوازي ما قدمناه من حقوق الوطن، نتوارى وراء الروّاد، السابقين والمعاصرين، ونتضاءل عند عطائهم المتدفّـق بالمعارف، ونصغر أمام زهدهم، ونترسّم خطاهم بالترفّع عن التباهي بالإنجاز.
خادم الحرمين الشريفين
ولأن الحديث اليوم عن الوطن، وإنسانه، وتاريخه، وعمقه الحضاري، فحريّ بنا أن نستذكر في هذا المقام، روّاده النبلاء من العلماء والمفكرين، الرّجال والنساء، الأحياء منهم والراحلين، الذين كرّسوا حياتهم لصون تراث الإسلام والعربية، ولتسطير ملاحم تأسيس هذا الكيان ووحدته، وكانوا قدوةً في ثبات الهدف، ونبذ فارغ الشعارات، وأناروا للأجيال دروب التميّز ومعالم المستقبل، بسواعد الصبر والتفاؤل والعصامية.
وأن نستمطر الرحمة الإلهية أولاً وأخيراً، على أرواح الشهداء، الذي افتدوا بدمائهم هذا الكيان، وأن يحفظ الله جنودنا البواسل، وهم يحمون مقدسات الوطن وثغوره، وأن يكلأكم برعايته، ويسبغ على الأمتين العربية والإسلامية أكاليل الأمن والرفعة، والتقدير الجمّ للحرس الوطني لحفاظ هذا المهرجان على رسالته ومستواه، مع دخوله العقد الرابع من العمر....................... والسلام عليكم.