سعد الدوسري
من منا لا يعشق تمر القصيم؟! القاصي والداني يفعل ذلك، مما جعل الاستثمار في زراعة وبيع التمور، واحداً من أهم الجوانب الاستثمارية للأهالي. ولقد امتد بيع الأنواع المتعددة والمميزة من تمور القصيم لكل مدن المملكة والخليج. وفي حالة مثل هذه الحالة، سيكون هناك تلاعب بأسعار تلك السلعة المحببة، كونها تتراوح في نوعياتها، من الفاخر إلى العادي. وربما لن تكون هناك آلية لضبط المتلاعبين، فبعضهم يديرون تجارتهم بشكل شخصي، وربما يوهمك بأنه يجلب لك التمر القصيمي الأفخر، برأس ماله، حباً فيك، ولكي «يربيك زبون»! وبعضهم الآخر يستغلون جهل المشترين، فيبيعونهم النوع العادي على أساس أنه فاخر. ووجود هؤلاء طبيعي في أي سوق وفي أي مجتمع، ووجودهم لا يعني عدم وجود أصحاب الذمم والنزاهة، فهؤلاء والحمد لله، منتشرون في القصيم وغيرها.
في عنيزة، وفي محلات بيع التمور المجاورة لسوق الخضار، غير البعيد عن سوق المسوكف، تجد أسعار التمر الكنيز مثلاً، متباينة في كل محل. وإذا سألت ما الفرق: يقولون لك الجودة، على الرغم من أن الشكل الخارجي هو نفسه. وفي بعض الأحيان، يكون المصدر هو هو، فيقولون لك: هذا جديد! البائعون الآسيويون يعرفون مَنْ هو خبير في التمور، ومن هو ليس كذلك، لقد تعلموا ذلك مع الوقت، حتى أنهم يتحدثون العربية بلهجة قصيمية:
- أنت معلوم، هادا ما بوه مثله في الكَسيم!!