رقية سليمان الهويريني
يواجه الجيل الحالي ورطة التوازن بين الدخل والصرف، لاسيما أن الأسرة السعودية لم تدرب أبناءها على التعامل مع المادة كإحدى ضرورات الحياة، فلم يكن المال يحمل نفس أهمية الصحة والتعليم.
إن التفكير المستمر في تحديث بنود الميزانية وتقييمها دورياً أصبح واقعاً ينبغي الوقوف أمامه، وتوفير جزء من الدخل والسيطرة بإحكام على الوضع المالي بات من الأهمية بمكان. ولأننا في بداية عام جديد، فلعله من المناسب القيام جدياً بالتخطيط المالي، والتفكير ملياً في الدخل وأوجه الصرف! خصوصاً أن الحكومة قد بدأت بترشيد الإنفاق وتقوم بمتابعة المشاريع قبل تعثرها!
ما دعاني للكتابة هو اطلاعي قبل عدة أيام على إعلان حول مزاد علني لسيارات بعض المواطنين المتعثرين بسداد الأقساط، فاضطرت الشركات لسحبها بعد عجزهم عن الوفاء بالتزاماتهم، والمفاجأة أنها سيارات جديدة وفارهة! وتساءلت في نفسي عن جرأة هؤلاء الأشخاص على شراء سيارات بالتقسيط برغم عدم مقدرتهم على التسديد لأسباب كثيرة، منها تضاؤل الدخل أو تلاشيه بسبب الفصل التعسفي الذي قامت به بعض الشركات لفئة من الموظفين.
ولعله من غير المألوف محلياً أن أتساءل: هل السيارة فعلاً من الضرورات التي تقيد الشخص وتكبله بأقساط تمتد لسنوات؟ ناهيك عن نوع السيارة وشكلها ومدى الرفاهية التي تتميز بها! في ظل وجود سيارات الأجرة التي تنقل الشخص لعمله أو قضاء التزاماته العائلية، وفيها يمكن تقليل المشاوير وترشيد الإنفاق لاسيما عند رفع الدعم عن الطاقة!
إن استراتيجية التخطيط المالي ينبغي أن تشمل الضرورات، كالاهتمام بالسكن وملاءمته لعدد أفراد الأسرة وتناسبه مع الدخل، مع الحرص على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه، تليه الرعاية الصحية ونوع الغذاء طالما كان التعليم مجانياً، إضافة إلى التعقل في شراء الملابس، والتوقف تماماً عن شراء الكماليات وارتياد المطاعم مع ضرورة تأجيل السفر ما أمكن.
وبغضّ النظر عن العمر أو الدخل، فإنّ على المرء الالتفات للادخار، فقد يحتاج إلى مبلغ للطوارئ يمكنه تغطية التزاماته، فلا يقع فريسة القروض، فهل فكرت في ذلك؟!