د. صالح بكر الطيار
في ظل هذه اللحمة التي تجمع دول الخليج وتنعكس على الأوطان الخليجية والشعوب والتي تزيد عاماً تلو الآخر، فإنها رسالة واضحة إلى الأعداء أن الخليج واحد منطلقات وثوابت وهموماً. ونحن نشاهد المشهد الخليجي على قلب رجل واحد في ظل توحد السياسات الخليجية وسط منطقة عربية مضطربة وعالم متغير وفتن تحيط بكل القارات، فإننا أمام مستقبل قائم على علاقات وثيقة منذ مئات السنين، قوامها وحدة الصف وأساسها الاشتراك في كل شؤون الدول؛ فأعداء دولة واحدة هم أعداء الخليج بأسره، وأصدقاء أخرى هم أصدقاء الجميع، لذا كرست هذه المنظومة القوية من العمل الخليجي المشترك أرضية خصبة لصناعة غدٍ مشرق، وانعكست هذه القوة الخليجية المتحدة على نماء الشعوب وعلى تقوية العلاقات بينهم وكأنهم شعب واحد في ظل وحدة القرار الخليجي ووجود الدول في بيت خليجي واحد يتشارك في السراء والضراء.
طالبت في أكثر من مرة بمجالس أعمال خليجية مشتركة مع الشركاء الإستراتيجيين حول العالم، وقد أعددت دراسات مستفيضة في هذا الجانب تتضمن المنطلقات والأساسيات والأهداف المستقبلية، وأرى أن هذه المجالس الخليجية المشتركة في ظل وجود هذه التكتلات العالمية للاقتصاد ووجود نمو متسارع للاقتصاد الخليجي في دول عدة من خلال استثمارات عدة، فإن البيئات مهيأة لتعاون خليجي مشترك في مجال الاقتصاد والاستثمار على مستوى دولي، وسيكون ذلك بشكل أكثر مؤسساتية واحترافية في وجود مجالس أعمال خليجية أجنبية مشتركة في الخارج تحمي مصالح دول الخليج في الخارج وتكون أداة من أدوات التعريف بالدول الخليجية في الخارج وقنوات تحمي مصالح الدول اقتصادياً بشكل رسمي في مختلف المجالات والاحتفالات، خصوصاً في ظل وجود مشاريع استثمارية كبرى في أوروبا وآسيا بأسماء رجال أعمال خليجيين وشركات، علماً أن هنالك مداخيل سنوية كبيرة تضخها الجهات المسؤولة باسم دول الخليج في الغرف العربية المشتركة مما يوظف التعاون الخليجي، خصوصاً في ظل إستراتيجيات الاتحاد الخليجي الذي يمثل أمام العالم منهجية كبرى في الاتحاد والتعاون.
إن وجود هذه المجالس ستشكل قوى إضافية كبرى لدول الخليج في الخارج، وسترفع من أسهم هذه الدول في الاقتصاديات العالمية، خصوصاً في ظل وجود تعاون على مستوى الاستثمارات المتبادلة بين دول الخليج ودول أخرى في الخارج مما سيكون له واقع الأثر في مستقبل اقتصاد الخليج عامة، خصوصاً أن هنالك تحركات اقتصادية كبرى للخليج في العالم أجمع. وهنالك مؤشرات مميزة جداً في كسب استثمارات جديدة إلى دول الخليج من خلال إقامة هذه المجالس المشتركة مما سيضخ مبالغ كبيرة وينعش خارطة الاقتصاد في دول الخليج، وستشكل قناة متميزة لخلق فرص استثمارية عالمية واعدة في الخليج وما يندرج تحتها من نشاطات مختلفة وانتعاش سوق العمل ورفع مستوى الاقتصاد.
لذا أتمنى من أمانة مجلس التعاون ومن اتحاد غرف الخليج العربي وجهات صناعة القرار دراسة الموضوع ورفع مرئياتهم حول ذلك، مع أهمية أن تتم دراسة إيجابيات الاستثمار الخليجي الدولي وما سيحمل في طياته رفع مستوى الدعم الخارجي العالمي من خلال وجود غرف أو مجالس أو اتحاد خليجي عالمي أجنبي أو مجالس اقتصادية خليجية أجنبية للإسهام في الدفع بعجلة الاقتصاد والاستثمارات الخليجية إلى العالمية. وسنرى انعكاس هذه الكيانات الخليجية على الدول ومستقبلها الاقتصادي بإيجابيات متعددة ونمو اقتصادي متزايد.