«الجزيرة» - الاقتصاد:
توقَّع خبير في التداول المالي والمؤشرات والسلع والعملات أن تظل أسعار النفط منخفضة على مدار العام الجاري 2017، وخصوصًا مع عدم وجود زيادة في معدل الطلب. معربًا عن اعتقاده بأن أي ارتفاع للأسعار لن يتجاوز مستوى 70 دولارًا للبرميل، وقال إنه على الرغم من انزلاق أسعار النفط على نحو حاد خلال 2009 فإنها تمكنت من الارتداد، وتضاعفت عما كانت عليه في الفترة بين 2005 و2014، ولكن منذ انزلاقها الحاد خلال الربع الأول من 2015 فإنها لم تتمكن من الارتداد على نحو كبير.
وأوضح مارك لي مدير العمليات لدى (إكس تريد - شركة الوساطة المتخصصة بتقديم تداول عقود الفروقات في الأسهم والمؤشرات والسلع والعملات) أن أسعار النفط كانت متراجعة لفترة طويلة حتى الآن، وفي هذا الوقت من العام الماضي تراجعت أسعار خام برنت عن 30 دولارًا للبرميل الواحد، وظلت متراجعة على مدار 2016 مقتربة من مستوى 40 دولارًا للبرميل. وأضاف: بعد مرور أكثر من شهرين تقريبًا على توقيع اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.3 مليون برميل يوميًّا فإن الأسعار لا تزال تدور حول مستوى 55 دولارًا للبرميل.
وأشار لي إلى أنه على الرغم من تأكيد الدول الأعضاء التزامها حيال سوق النفط المستقر والمتوازن، مع الإبقاء على الأسعار عند مستويات ملائمة، إلا أن هناك شكوكًا حول مدى فعالية الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة الأوبك بشأن خفض الإنتاج وتأثيره على ارتفاع الأسعار؛ لتتخطى مستوى 55 دولارًا.
وتابع: حتى إذا واصلت الأوبك خفض الإنتاج لما بعد اجتماعها المقبل المقرر انعقاده في منتصف 2017 فمن المؤكد أننا لن نشعر بآثار ذلك حتى وقت لاحق بكثير من العام، إن لم يكن في 2018. مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه على الرغم من أنه لا يمكن ضمان التنفيذ الكامل لاتفاق خفض الإنتاج فإننا لا نلحظ زيادة في معدل الطلب كذلك.
وأكد لي أن ما يعزز توجه بقاء أسعار النفط عند مستويات منخفضة هذا العام هو إنتاج الولايات المتحدة. وهناك استعداد من بعض الشركات الأمريكية لزيادة عمليات التنقيب ورفع الإنتاج، ولا يوجد دليل يشير إلى عدم استمرار ذلك. وقال إن الصين بدأت للتو في إنتاج النفط، ومجهوداتها المتزايدة لاستخراج مخزوناتها من الصخر الزيتي له سيضر بالطلب في مرحلة ما بالمستقبل القريب.
كما أن نظيراتها من الدول الآسيوية (كوريا الجنوبية واليابان) تستورد النفط بمستويات منخفضة.
وبخصوص الطلب الأوروبي الذي يمثل أحد مؤشرات ارتفاع الأسعار بيّن السيد لي أن أوروبا تتعرض لفترات طويلة من انخفاض درجات الحرارة، ومن المحتمل أن تسهم في استقرار الطلب خلال الأشهر الأولى من 2017.