عبد الكريم الجاسر
أعطت نتائج الجولة الماضية مؤشرات حول المنافسة على بطولة الدوري ومعطياتها.. حيث جاءت المحصلة النهائية للقاءي الهلال بالقادسية والأهلي بالاتحاد، وتؤكد أن الأهلي سيدخل بقوة مرشحاً على اللقب والعودة للصدارة مجدداً بعد النتيجة السلبية للهلال أمام القادسية وتعثره بالتعادل واستمرار عدم تقديم مؤشرات على قدرته فنياً الاستمرار في الصدارة والحفاظ عليها.. فالأهلي أمام الاتحاد قدم مباراة ممتازة واستثمر الضياع الاتحادي وتفوق عليه برباعية قاسية حتى في ظل غياب أبرز مهاجميه وهدافه عمر السومة.. ولذلك نستطيع أن نقول: إن الأهلي قادم بقوة للصدارة ولانتزاعها وإبعاد الهلال عنها في أقرب فرصة ممكنة.
وبالنظر للاستقرار الأهلاوي (فنياً) من حيث الأداء واحتفاظ الفريق بحد أدنى من المستوى واستقرار أداء لاعبيه في منظومة جماعية واضحة فإن حظوظ الأهلي في القفز للصدارة باتت كبيرة جداً جداً ويزيد من تعزيز هذه الحظوظ اهتزاز أداء الفريق المتصدر الهلال وخروجه من كثير من مبارياته بالحد الأدنى من النتيجة وهي إما 1-صفر أو 2-1 وهكذا رغم ما يضمه من إمكانات ولاعبين يفترض أن تجعل هناك فارقاً كبيراً بين الفريق وخصومه كالفارق بين مستويات لاعبيه وإمكانياتهم وخبراتهم والفرق الأخرى.. من هنا أقول: إن الأهلي وإن كان (من وجهة نظري) لا يستطيع تقديم أداء أفضل من الهلال في المجمل.. لكنه يؤدي بطريقة فعالة تحقق له الفوز المستمر وتجميع النقاط بسهولة في ظل قدرته على استثمار تفوقه والحصول على نتيجة أي مباراة يكون الأفضل بها على عكس الهلال.. ولعل الروح العالية التي ظهر بها لاعبو الأهلي في لقاء الاتحاد تعطي انطباعاً آخر عن نوعية العمل الأهلاوي الذي غرس في نفوس اللاعبين والفريق عموماً أهمية تحقيق الهدف الأكبر والعمل به وصعود لبطولة الدوري.. وقد تكون المرحلة القادمة هي المقياس لمدى قدرة الأهلي على الاستمرار كذلك رغم المشاركة الآسيوية التي بالتأكيد ستشتت الجهود والتركيز لدى جميع الفرق المشاركة فيها.. والتي ستنطلق مبارياتها نهاية الشهر الحالي وعندها قد تزداد مهمة الفرق المنافسة على الصدارة صعوبة ما يتطلب عدداً آخر من اللاعبين البدلاء لتجاوز هذه المعضلة والإرهاق المتوقع.. شخصياً أتفق مع الكثيرين الذين يرون عدم قدرة الهلال الحفاظ على صدارته حتى النهاية في ظل الأداء الحالي بغض النظر عن أسبابه التي كل يراها من جانبه.. والجميع يعلم بالتأكيد رأيي في هذا الموضوع والسبب في تذبذب مستوى الفريق ولنقل تواضعه (في رأيي) بالنظر للإمكانات العريضة في صفوفه والمتمثلة بأكثر من 8 لاعبين دوليين ورباعي أجنبي جيد لكن المحصلة النهائية لكل ذلك لا ترتقي للمطلوب ولا لطموحات الهلاليين الذين يطمحون للقب وعدم الخروج هذا الموسم خالي الوفاض رغم الاستقطابات العديدة للفريق وتكامل صفوفه.
لمسات
- مركز التحكيم الرياضي بدأ فعلياً في ممارسة مهامه ونجح في حل قضية لاعب القادسية إلتون جوزيه وأكد فعلاً أن لدينا ممارسة قضائية حقيقية حيث انتهى زمن الاستبداد الذي يمارسه اتحاد الكرة سابقاً أو بعض لجانه!
- هناك من أصابه الرعب من احتمالية السماح بالحارس الأجنبي في الملاعب السعودية وبدأوا من الآن بمهاجمة القرار لأن أنديتهم حصلت على حراس جيدين ولا يريدون للآخرين ذلك، وقد تحججوا بمصلحة الكرة السعودية رغم أن هذا القرار مطبق من حوالي 40 عاماً لكننا لم نقدم حراساً طوال هذه الفترة سوى أبناء الدعيع والبقية كومبارس.. فأين هم الحراس الذين سيأخذ مكانهم الحارس الأجنبي؟!
- رغم كل السنوات التي نعيشها مع كرة القدم لا زال بعضهم غير قادر على معرفة أسباب تراجع أداء فريق ما ومن المسؤول عن ذلك وما هو دور الأجهزة الفنية والإدارية في ذلك وما هي مهمة كل شخص وحدود مسؤولياته.. ولذلك نجد ما يتهم مدير كرة بضعف الأداء الفني وهناك من يحمل اللاعبين دور المدرب، وآخر يحمل دور الإدارة كمدير الكرة.. وآخرون يؤكدون الجهل المطبق بمقولة ما علاقة المدرب ورئيس النادي في هبوط مستوى اللاعبين هم من يضيع الفرص ويلعب..؟! فعلاً حين يصل الطرح لهذا المستوى فاعلم أن الشق أكبر من الرقعة!
> الوضع الطبيعي للعمل الفني أن يبدأ بالارتفاع تدريجياً مع طول فترة العمل بحيث يتطور الأداء جولة بعد أخرى هذا إذا كان هناك عمل فني جيد، أما في حال تواضعه فإن الزمن لا قيمة له بحيث يستمر التدهور والاهتزاز والتذبذب بشكل كبير وخصوصاً على صعيد التمرير والتمركز وبناء الهجمات وهي مقياس عمل أي مدرب في العالم لأن هذا دوره ومهمته!
- بعض الشكوك تدور حول نتائج بعض الفرق التي يدربها بعض المدربين العرب وأقصد في مواجهاتها مع بعض.. شخصياً لا أنفي ولا أؤكد مثل هذه الشكوك والمتابع الرياضي يستطيع الحكم على ذلك!